حين يكون الدم حبر المبدع …

ديب علي حسن ..

إذا كان البعض من النقاد والكتاب والمتابعين يتحدثون عن مواقف الالتزام من القضايا الوطنية والقومية والحديث عنها أو بصيغة ثانية جعلها محور إبداعه في الرواية والشعر والفن وغيره.. فماذا عمن كان دمه هو حبره ولم يبخل بروحه في سبيل وطنه..
في مواجهة العدو الصهيوني تتعانق الكلمة مع البندقية وثمة من عمل قبل قول نزار قباني (عندما تبدأ البنادق بالعزف تموت القصائد العصماء)
عمل على أن يكتب بدمه أنصع القصائد وأروعها وان يكون جسده ديوانها الخالد.. من هؤلاء الشعراء والمبدعين نقف اليوم عند الشهيد البطل الشاعر عبد الرحيم محمود..

محطات
ولد الشاعر البطل في قرية عنبتا بقضاء طولكرم بفلسطين عام 1913 ووالده الشيخ محمود العنبتاوي المعروف من شعراء الشيوخ النافذين الظرفاء. درس الابتدائية حتى الصف الخامس في بلدته ثم انتقل لمدرسة الفاضلية في طولكرم وتلقى تعليمه الثانوي 1928-1932 في مدرسة النجاح الوطنية في نابلس (جامعة النجاح حاليًا). وكان قد تعرف هناك على الشاعر إبراهيم طوقان كونه كان بين أساتذته هناك، فتوطدت علاقته به كزميل وصديق، عمل عبد الرحيم مدرساً للأدب العربي في مدرسة النجاح الوطنية، وعندما اشتعلت الثورة الكبرى في فلسطين سنة 1936، استقال من وظيفته وانضم إلى صفوف المقاتلين في جبل النار. طاردته حكومة الانتداب البريطاني بعد توقف الثورة، فهاجر إلى العراق حيث أمضى ثلاث سنوات دخل فيها الكلية الحربية العراقية وتخرج ضابطًا برتبة ملازم أيام الملك غازي بن فيصل بن الحسين، وعمل كذلك مدرسا للغة العربية في بغداد وعمل مديرا لمدرسة ابتدائية في البصرة، وشارك مع المجاهدين العرب في ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق.ولما هدأت الأوضاع في فلسطين لإنشغال إنجلترا بالحرب العالمية الثانية عاد عبد الرحيم إلى بلده واستأنف العمل معلمًا بمدرسة النجاح الوطنية بنابلس. في سنة 1947 وكما تضيف المعطيات حول سيرته فحين اشتعلت الثورة الفلسطينية من جديد بسبب صدور قرار تقسيم فلسطين؛ قرَّر الانضمام إلى جيش الإنقاذ، ودخل إلى منطقة بلعا في فلسطين واشترك في معركة بيار عدس مع سرية من فوج حطين، وشارك في معركة رأس العين، وفي نيسان 1948م عُين آمرًا للانضباط في طولكرم، ثم مساعدًا لآمر الفوج في الناصرة.
من أروع قصائده الخالدة القصيدة النبوءة التي ستبقى خالدة أبد الدهر ..
ساحمل روحي :
سأحمل روحي على راحتي    وألقي بها في مهاوي الردى
فإما حياةٌ تسر الصديق
وإما ممات يغيظ العدا
ونفس الشريف لها غايتان    ورود المنايا ونيلُ المنى
لعمرك إني أرى مصرعي
ولكـن أَغُذُّ إليه الخطى
أرى مصرعي دون حقي السليب    ودون بلادي هو المُبتغى
يَلَذُّ لأذني سماع الصليل
يُهيجُ نَفْسِي مَسِيلُ الدِّما
وجسمٌ تَجَدَّلَ في الصحصحان    تُنَأوِشُـه جَارِحات الفَلا
فمنه نصيبٌ لِأُسْـِد السَّما    ومنه نصيب لأسد الشَّرَى
كسا دَمُه الأرضَ بالأُرجُوان    وأثقل بالعطر رِيحَ الصَّبا
وعَفَّر منه بَهِـيَّ الجَـِبين    ولكن عُفارًا يزيد البَها
وبَانَ على شَفَتَـْيه ابْتسام    مَعانِيْهِ هُزْءٌ بِهذِي الدُّنا
ونام لِيَحْلُمَ حُلْمَ الخـُلودِ    ويَهْنَـَأ فيه بِأحْلَى الرُّؤى
لَعَمْرُكَ هذا ممات الرجال
ومن رَامَ موتـًا شـريفًا فَذَا

آخر الأخبار
صندوق التنمية.. أفق جديد لبناء الإنسان والمكان "صندوق التنمية السوري"..  أمل يتجدد المجتمع المحلي في ازرع يقدم  350 مليون ليرة  لـ "أبشري حوران" صندوق التنمية يوحد المشاريع الصغيرة والكبيرة في ختام المعرض.. أجنحة توثق المشاركة وفرص عمل للشباب مدينة ألعاب الأطفال.. جو مفعم بالسعادة والرضا في المعرض في "دمشق الدولي".. منصات مجتمعية تنير التنمية وتمكن المجتمع كيف يستخدم شي جين بينغ العرض العسكري لتعزيز موقع الصين ؟ من بوابة السيطرة على البحار.. تركيا تصنّع حاملة طائرات تتجاوز "شارل ديغول" التداول المزدوج للعملة.. فرصة لإعادة الثقة أم بوابة للمضاربات؟! مواطنون من ريف دمشق: صندوق التنمية سيكون سيادياً سورياً الوزراء العرب في القاهرة: فلسطين أولاً.. واستقرار سوريا ضرورة استراتيجية عربية أهالٍ من درعا: إطلاق "صندوق التنمية السوري"  فرصة لإعادة الإعمار "صندوق التنمية السوري".. خطوة نحو الاستقرار الاقتصادي والسياسي الأمم المتحدة تؤكد أن لا حل في المنطقة إلا بقيام دولة فلسطينية "التقانة الحيوية".. من المختبر إلى الحياة في "دمشق الدولي" تقنية سورية تفضح ما لا يُرى في الغذاء والدواء انعكاس إلغاء قانون قيصر على التحولات السياسية والحقائق على الأرض في سوريا حاكم "المركزي": دعم صندوق التنمية السوري معرض دمشق الدولي.. آفاق جديدة للمصدّرين