منذ المباريات الأولى بدأ الحديث عن الصدارة، فمن قائل بحسمها لصالح فريقه والاختفاء بها حتى نهاية الموسم، ومن متواضع يضيف إلى فريقه فريقين آخرين، ولا نجد من يتكلم عن دوري الفوضى المتحرك وغير قابل للتوقعات على الإطلاق، فنحن وبكل أمانة لسنا الليغا الذي ينحصر تاريخياً بين البرشا والملكي والأتلتيكو ولا يوجد لدينا مباراة قمة أصلاً إذ لا أحد في القمة، نحن في دوري فريد من نوعه في العالم يدعى (دوري أسنان المشط) حيث لا يمكن لأعتى المحللين توقع نتيجة مباراة إلا عندما ينتهي الشوط الثاني منها بصافرة رسمية !!
سيظل الدوري في الملعب فلا يوجد الفريق الذي نجزم بتفوقه بفارق كبير عن المنافسين، فهناك من ينهار أمام الكبار ويتغلب على الصغار بشق الأنفس، وهناك من يتصدى للكبار ليهزمه الصغار، وهناك من يتألق تدريبياً وفنياً ولياقياً في مباراة قوية ثم يظهر كفريق حارات مع مدرب غير معروف في مباراة (فيفا) يلعبها ولد أمسك (البلاي ستيشن) لأول مرة في حياته. !!
كما أن الشباب ليس جاهزًا للمنافسة القوية على اللقب وإن كان قد يكون له دور كبير في تحديد وجهة اللقب من خلال مبارياته المتبقية أمام المتنافسين فهو سيواجه النصر والاتحاد والهلال ونتائجه معها ستكون الفيصل إذا ما استبعدنا المفاجآت من الفرق الأخرى.
دوري أسنان المشط المحير هذا ربما يكون فيه نوع من الإثارة من جهة عدم وضوح بطل المسلسل حتى نهاية حلقاته، وبالتالي يجعل مشاهد المسلسل يتساءل دائماً عمن يكون البطل فكل الشخصيات تلعب أدواراً متساوية؟! لكن الرأي الآخر يقول إنه دوري إثارة المباراة الواحدة، وليس الإثارة المتصاعدة والمفاجآت التي تقلب الإعلام ووسائل التواصل رأساً على عقب، وتخيل أن “جيرونا” يدس أنفه حالياً بين الثلاثة الكبار في الليغا، كأن التاريخ يقول إنه دس أنف مؤقت، لكن لو افترضنا خيالاً فقط أن سلتافيغو سحق الريال برباعية أو خماسية فهذا هو ما يشعل وسائل التواصل في العالم كله وليس في إسبانيا فقط، أما في دوري أسنان المشط فلو أن الحرية فعل الشيء نفسه مع الفتوة أو تشرين لقلنا: (عادي.. أين المفاجأة في ذلك؟!).