الثورة – آنا عزيز الخضر:
الإبداع بمساحاته وآفاقه الواسعة، يمكنه إطلاعنا على الكثير من المقترحات والمعالجات، تلك التي تتحفنا بعوالم متجددة وأفكار خلاقة، تستحضر الأسئلة الكثيرة، والتساؤﻻت والبحث، وهي المهمة الأرقى لرسالة الفن، لأنها تحرض على الاكتشاف في اتجاهات عديدة، حيث ﻻ يمكن لأي سياق مهما كان أن يتجاوز الشخصية الإنسانية في جذبها للبحث.
فعوالمها غنية جداً بمكنوناتها وعلاقاتها مع محيطها، وردود أفعالها، ليحضر هنا بوضوح تجليات العلاقة المباشرة بين الأسباب والنتائج.. مظهرة للكثير من المؤثرات ..هذا ما دار في عوالمه فيلم “أربعة وثلث “من إعداد وإخراج “يزن السمان” وتمثيل “غياث شبلي” الفيلم من إنتاج المؤسسة العامة للسينما وإشراف” أيهم عرسان”.
قصة فيلم (أربعة وثلث) تدور في سياق فيه التجدد من حيث الطرح، حيث يستفيق شاب في غرفة، فيها الكثير من الغرابة، كي يكتشف وجود شخص آخر مستنسخ عنه في نفس الغرفة، فيدخل الشاب والمستنسخ في مجادلات ونقاشات، وتدور حوارات واسعة في مجاﻻت عدة، وتتصاعد صراعات، دخل المنطق المعقول في جميع طروحاتها، مروراً بالكثير من الحقائق النفسية والاجتماعية والإنسانية، ليصل الأول لمعرفة سبب وجود مستنسخ عنه، للكشف بنفس الوقت عن العديد من الحقائق المختلفة والمتنوعة حول عالم الشخصية والعمل عليه وحول عوالم الفيلم تحدث بطل العمل “غياث شبلي” قائلاً:
تجربة الفيلم كانت ممتعة بحق، وإن حملت بعض التخوف بنفس الوقت، لأنني أقوم بتجسيد شخصيتين أساسيتين في فيلم واحد، شخصيتان مختلفتان تماماً عن بعضهما، وهذا ما دفعني إلى العمل والتحضير بجدية مطلقة، والإصرار على الاهتمام بأدق التفاصيل، كي أتمكن من تجسيد الشخصيتين وتحليل كل منهما، لأتمكن من القبض على مفاتيح عوالمهما بإتقان، واختيار إيقاع مناسب لكل شخصية على حدة، فأحسست بمسؤولية كبيرة تجاه الدور، تحديداً بكون الفيلم يمتلك خصوصية إبداعية وعوالم، تحتاج إلى تفاصيل ومفردات خاصة للوصول إلى مقولته العميقة، ولفت الأنظار إلى الأبعاد الإنسانية، التي يشير الفيلم إليها، وقد تمكن فريق العمل ككل بتعاونه النموذجي إيصال رسالته المأمولة، لأن كل منا تعامل بمسؤولية وحب تجاه العمل، كما تعامل بالحرص الكبير على نجاحه، وقد تقبلت جميع الآراء، وعملت بجد وطريقة فيها المتابعة والقراءة والدأب، لأتقن الدور بطريقة واقعية ودقيقة.