من يبتر اليد الصهيونية عن غزة وينتشل جثة الرضيع من مهده ويواجه هذه الإبادة والمحرقة التي تترك آثارها على جدار الإنسانية وقاعات الأمم المتحده.. الأجدر أن تغلق المنظمات الدولية أبوابها يوم لاقوانين إلا على الورق، ولا حساب ولامحاسبة للخارجين عنها هي فقط حارسة لصمتها لتخاذلها لانحيازها لمن يديرها كالدمى في البيت الابيض.. هي فقط تلك المنظمات أرشيف مزور لأرقام القتل يتساوى فيها الضحية والمجرم ويفوز في جولتها الأخيرة قرار واشنطن.
ألم تلفت الدماء الغزيرة التي نزفت وتنزف منها غزة ضمير العالم إلى مايفعله الغرب إلى مايقوم به جو بايدن من محاصرة لجثث الأطفال في غزة بمزيد من حاملات الطائرات بينما يورد لنا تعريفاً جديداً للديمقراطية بأنها حق إسرائيل بالدفاع عن نفسها حتى آخر فلسطيني.. حفلة مصاصي الدماء الأوروبية لم تنته بعد من رقصة (معاداة السامية) التي ابتدعتها لتكون تمهيداً لنكبات ليس فلسطين بل المنطقة بأسرها.
مايحدث في غزة ليس حرباً بل هو محرقة للقوانين وللمعايير الدولية هو اغتيال حقيقي للإنسانية وهو انعكاس لصورة الغرب وحرياته وديمقراطيته وسلامه هو انياب أميركا تغرس في رقبة الفلسطينين لتأكل أجسادهم في جوعها إلى هيمنتها إلى تهديد قطبيتها الأحادية.. وكما بدأ مشروع الغرب في المنطقة من زرع الكيان الصهيوني في فلسطين قد ينتهي من فلسطين حيث لاأميركا هنا في هذه المنطقة دون إسرائيل ولكن هل ثمن الخسارات السياسية للغرب يدفع بكل هذه الوحشية.
سقطت كل الأقنعة ليبرز الوجه الحقيقي لأميركا وأوروبا بأبشع صورة من السياسة حتى الإعلام في غزة فأين هي أقلام أصحاب الصيحات الإنسانية، نبحث عنها فنجدها مشغولة بتفسير وتبرير لماذا هزمت إسرائيل استخباراتياً و أمنياً.. تكتب الصحف الصهيونية وتردد نظيراتها الغربية روايات أشبه بالنكت السياسية عن ليلة سقوط إسرائيل في السابع من تشرين.
تخيلوا أن هناك بعض الصحف نقلت عن ضباط في جيش الاحتلال أن مناطيد الرصد لم تكن تعمل في تلك الليلة ربما مسها سحر أو نقرها طائر خرافي لانعلم والأكثر سخرية أن هناك من قال من قادة الكيان الإسرائيلي أنه أثناء هجوم المقاومة أضاع جنود الاحتلال مفاتيح مخازن الأسلحة ولم يعثروا عليها إلا بعد يوم كامل فهل نسيها الحارس عند بقال او في ثياب قديمة.. ألا يشبه هذا ماقاله داعشي يوماً أنه رأى الحورية على ظهر دبابة !!
يحاول الإعلام تبرير هزيمة إسرائيل حتى لو اضطر أن يقول أنه من المعقول بأن سحراً ما قد مس جيش الاحتلال.. يحاول الإعلام أن يعيد صورة الكيان ولو بالأكاذيب المضحكة، بينما يستمر الرئيس الأميركي ومن معه من رؤساء الدول الأوروبية بدعم المجازر الصهيونية في غزة فخساراتهم كبيرة ولا يستفيق نتنياهو منها إلا إذا شرب كل هذا الدم الفلسطيني.
ثمة من يقول أن الحرب طويلة وهناك من يضغط لهدنة أو مخرج لينزل الجميع الغربي عن شجرة الحرب، لكن النتائج حتى الآن تشير بأن الفلسطيني لايموت حتى بالمجازر بل يولد مع كل قنبلة أو قصف.. من مات وقتل حقاً هو المنظمات الأممية والدولية والاتفاقات والقوانين وحقوق الإنسان، وضمير الكثير من الساسة.. ومن يعيش تلك الزنود المقاومة التي تحاصر إسرائيل بإرادتها وتتحدى إجرامها بمزيد من الصمود، وتوقف سفنها السابحة على الخرائط العربية، ولننتظر لنرى كيف سيقرأ الإعلام الغربي خبر إيقاف المقاومة اليمنية لسفن إسرائيل في المنطقة !