افتتاحية الثورة – بقلم رئيس التحرير أحمد حمادة:
بكلمات معدودات أستطيع أن أوجز ما يمكن قوله عن مرسوم العفو الذي أصدره السيد الرئيس بشار الأسد، وألخص بأن فقراته متوازنة جداً فهي لا تهضم حقوق المتضررين من جهة، ولا تتسامح مع الجرائم الكبرى بحق الوطن والمواطن وأمنه القومي من جهة أخرى.
عفوٌ يحمل بين ثناياه الكثير، فيؤكد قبل كل شيء أن سورية ماضية في تجاوزها كل آثار الحرب الإرهابية التي فرضت عليها، وأن صدوره في هذه الظروف المعيشية الداخلية والسياسية الدولية والإقليمية المعقدة، يؤكد قوة الموقف السوري وقوة الدولة السورية وحسم خياراتها بذاتها.
عفوٌ يمدّ يد الرحمة للكثيرين، لمن تجاوز السبعين من عمره، وللمصابين بمرض عضال، ولشرائح عديدة، فكان له وقع كبير في النفوس، حاملاً إليها الأمان والاطمئنان، ولمن غرّر بهم وانقلبوا على الوطن، ولم يرتكبوا جرائم القتل، فرصة لهم للعودة إلى المساهمة ببناء بلدهم وإعادة إعماره والمضي قدماً ببناء مجتمعنا الحضاري القائم على مشاركة جميع أفراده بلا استثناء.
عفوٌ شامل شمل عدداً كبيراً من المواطنين الذين أعاد لهم الأمل بالعمل من جديد، ويخفف العقوبات عن بعض مرتكبي الجرائم ما لم يكن فيها ادعاء شخصي، فكان علامة فارقة بين مراسيم العفو الصادرة في الماضي.
عفوّ يدعو الجميع لتضافر جهودهم لعودة سورية إلى دورها الحضاري والإنساني والسياسي والعروبي، ويحثهم على تشمير سواعدهم للبدء بالنهوض والبناء والإعمار، ولاسيما لأولئك الذين أساؤوا في لحظة استغلال من المعتدين، وكان الرد عليهم بأخلاق التسامح لا الكراهية، وتحت سقف القانون لا الفوضى.
عفوٌ له الكثير من المعاني والدلالات والمضامين، بل منعطف جريء يؤسّس إلى مرحلة التعافي والتسامح، ويشجّع آخرين على التخلي عن رهاناتهم الخاطئة على المحتلين، واعتماد الحوار سلوكاً وطريقاً حتى وأد كل آثار هذه الحرب العدوانية الظالمة.
اقرأ أيضاً: التسويات.. بأبعاد إستراتيجية