الثورة – ترجمة رشا غانم:
انفجرت مركبة ستارشيب الفضائية من الجيل التالي المملوكة لإيلون ماسك بعد أقل من عشر دقائق من رحلتها التجريبية الثانية بعد انفصالها عن صاروخها المعزز الرئيسي، وذلك بعد سبعة أشهر من انتهاء أول رحلة للمركبة الفضائية بكارثة متفجرة.
وأقلعت الرحلة التجريبية غير المأهولة لمركبة سبيس إكس- المثبتة بمعزز “سوبر هيفي” بقوة تماثل ضعف قوة الصاروخ الذي نقل الرجال إلى القمر-وهي مصممة لتنفيذ مهمات قمرية – بعد وقت قصير من الساعة 1 مساءً، حيث فقد طاقم التحكم في المهمة الاتصال بالمركبة الفضائية بعد ثماني دقائق من التجربة التي استمرت 90 دقيقة عندما اقتربت من حافة الغلاف الجوي للأرض، هذا وأظهرت اللقطات الحية التي تم بثها على تويتر سابقاً، انفجاراً هائلاً حيث كان الصاروخ على ارتفاع 148 كيلومتراً (91 ميلاً) فوق الأرض.
ومع ذلك، أرسل ماسك تهانيه إلى الفريق في سبيس إكس، وكتب على شبكة ماسك الاجتماعية:” تهانينا لفريق سبيس إكس”.
وبدوره، قال المهندس جون متحدثاً في بث مباشر على شبكة ماسك:” لقد فقدنا البيانات من المرحلة الثانية، مشيراً إلى أن الصاروخ ربما يكون قد فجر نفسه كإجراء احترازي”.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن الشركة أشادت بالرحلة التجريبية باعتبارها “ناجحة بشكل لا يصدق”، حيث رأت الوحدة تكمل فصل “المرحلة الساخنة” المهم للغاية عن صاروخها المعزز الذي فشلت في إكماله في نيسان.
ومن جهتها، قالت كيت تايس رئيسة المهندسين لسبيس إكس في البث المباشر:” إنه يوم ناجح بشكل لا يصدق، على الرغم من أنه كان لدينا تفكيك سريع غير مجدول لكل من معزز سوبر هيفي والمركبة، فقد حصلنا على الكثير من البيانات، وهذا سيساعدنا جميعاً على التحسين في رحلتنا القادمة”.
هذا وجاء الاختبار بعد سبعة أشهر فقط من الرحلة الأولى في نيسان، والتي شهدت انفجار المركبة بعد أربع دقائق من الإقلاع.
وفي غضون دقيقتين، كانت المركبة المعززة والمركبة الفضائية تسير بسرعة تزيد عن 3300 كيلومتر في الساعة (2000 ميل في الساعة) وكانت أكثر من 40 كيلومتراُ (25 ميلاً) في الهواء، وفي ثلاث دقائق بعد الإقلاع، انفصل المعزز بنجاح عن الوحدة الرئيسية- والتي ستنقل الركاب في رحلة حقيقية- كما تمكن صاروخ المرحلة الثانية من الانفصال بنجاح عن معززه الصاروخي سوبر هيفي بعد حوالي ثلاث دقائق ونصف من الرحلة، ما جعله أكثر نجاحاً من رحلته الأولى، الذي انفجر بعد أربع دقائق من الإقلاع.
انفجر المعزز بعد 30 ثانية فيما أطلق عليه تفكيك سريع غير مجدول، وفقاً للوصف العادي لـ سبيس إكس للانفجار، لكن المركبة الفضائية بقيت في الغلاف الجوي شبه المداري بسرعات تزيد عن 24000 كيلومتر في الساعة (حوالي 15000 ميل في الساعة)، وبدا أن الاتصال قد فقد بعد حوالي ثماني دقائق من البث المباشر، عندما فقدت البث المباشر لارتفاع الوحدة وسرعتها ومخرجات الصواريخ فجأة، وبعد حوالي دقيقتين، أكد طاقم التحكم الأرضي أنه فقد الاتصال بالمركبة، وتقول سبيس إكس إن الكمبيوتر الموجود على متن المركبة اتخذ قراراً بالتدمير الذاتي بسبب مشكلة في الرحلة، وكانت على بعد حوالي 140 كيلومتراً.
أكدت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية وقوع حادث أدى إلى فقدان المركبة، مشيرة بأن الوكالة ستشرف على تحقيق بقيادة سبيس إكس في فشل الاختبار وستحتاج إلى الموافقة على خطة سبيس إكس لمنع حدوثها مرة أخرى.
لقد كانت الآمال كبيرة في الرحلة التجريبية بعد أن شهدت رحلة ستارشيب الأولى في نيسان نجاح الصاروخ في النزول من الأرض، قبل أن ينفجر بعد أربع دقائق من الإقلاع، فيما وصفته الشركة بأنه تفكيك سريع غير مجدول، وكان الهدف بعد ذلك هو الوصول إلى 90 ميلاً في الغلاف الجوي قبل أن تسقط في المحيط الهادئ.
هذا ويتصور إيلون ماسك رئيس الشركة والرئيس التنفيذي والمدير الفني – أن تصبح ستارشيب النموذج الرئيسي للشركة لما يأمل في النهاية أن يؤدي إلى الذهاب إلى القمر، وفي النهاية، الرحلات إلى المريخ، ويرى أنه ينقل ما يصل إلى 100 شخص إلى المريخ، وفقاً للمؤلف والتر إيساكسون، الذي نشر مؤخراً سيرة ذاتية عن الملياردير، ولكن قبل أن يتمكن من القيام بذلك، يحتاج الصاروخ الذي يبلغ ارتفاعه 400 قدم إلى القيام بما لم تستطع رحلته الأولى- وما قد تكون الثانية قد فشلت في القيام به، ألا وهو الوصول إلى حواف الغلاف الجوي للأرض دون تفجير نفسه إلى أجزاء صغيرة.
المصدر – ديلي ميل
