الثورة – حمص – سلوى إسماعيل الديب:
عندما تجتمع الأنوثة مع الفن نكون أمام مشهد تشكيلي فريد، وهذا ما نلمسه في المعرض الذي أقامه فرع حمص لاتحاد الفنانين التشكيلين لخمس فنانات تشكيليات من حمص جمعهم هوس الفن وعشق اللون في صالة اتحاد الفنانين التشكيلين في حمص.
تحدث رئيس فرع اتحاد الفنانين التشكيلين في حمص أميل فرحة عن المعرض: حرصاً من الاتحاد على دور المرأة الفنانة في مدينة حمص، أقمنا هذه الفعالية التي جمعت خمس فنانات لكل منهن تجربتها الخاصة وأسلوبها المميز، وقد وفقن جميعاً بما قدمن من إنتاج فني، ولمسنا تقدماً في تجربتهم حيث يقدمن كل عام شيئاً جديداً.
عضو مجلس إدارة اتحاد الفنانين التشكيلين محمد طيب حمام قال: المعرض بادرة مميزة من الفنانات اللواتي نسقن لإقامة هذا المعرض الأنثوي، ونحن ندعو كل أعضاء الاتحاد والفنانين لإقامة هكذا معارض مشتركة، والاقتداء بهذه التجربة، واللافت في المعرض غناه بالمدارس الواقعية والانطباعية والتجريدية وتنوع ألوانه وتشكيلاته.
مسؤولة صالة اتحاد الفنانين التشكيليين ميساء علي والمشاركة، فقالت: إن المعرض مشروع جماعي جمعها مع أربع فنانات هن: سلام الأحمد وكارمن شقيرة ومحبة ليون وبشرى ديوب، قدمت كل منهن خمس لوحات، أو أكثر، حسب القياسات بما يتناسب مع سعة الصالة بأساليب وموضوعات مختلفة، تنوعت بين التعبيرية والتجريد عالجت الإنسان والطبيعة الصامتة، ضمن تداخل حسب مشروع كل فنانة.
وظهر في مشاركتها الألوان الزيتية، وتناولت المرأة والبيئة البسيطة بألوان دافئة وظهر في إحدى لوحاتها الحزن والترقب لدى الأنثى، ولوحة أخرى برزت الحميمية الموجودة في الأحياء البسيطة مع المفردات البصرية من نوافذ وشرفات ونباتات، منشر الغسيل والسلم على الشرفة، مما تهتم به العائلات مع تعابير المرأة التي تعتبر العنصر الأساسي في اللوحة لما تحمله من عمق في المعنى وجمالية، نلاحظ اختلاف الإحساس من لوحة لأخرى من خلال اختلاف اللون.
وشاركت الفنانة التشكيلية كارمن شقيرة بخمس لوحات زيتية، تناولت المرأة بثلاث لوحات، وأظهرت معاناة المرأة التي تنتظر من خلف الزجاج تاركة مساحة للملتقى لاستقرائها، ربما تنتظر تحقيق تطلعاتها، ولوحة أخرى تحاول الفتاة التقاط الفراشة من خلف الزجاج المكسور لتستعرض فكرة أنه ليس خلف جميع الانكسارات خراب ربما نافذة أمل، وقامت بإظهار التوازن بين الظل والنور من خلال لوحة القنديل المضاء خلف الزجاج المزين بقطرات المطر.
وثقت في إحدى اللوحات رجلا سبعيني من أصحاب الأيادي البيضاء وهو يعيش حالة عشق بينه وبين سيكارته..
وكان للحرف حضور من خلال مشاركة الفنانة بشرى ديوب، بعيداً عن النمطية والعبارات الأدبية ظهر الحرف كعنصر تشكيلي، ظهر في لوحتها تشكيل حروفي تشكيل مختلف، أدخلت عناصر خطية بالخط العربي عالجتها بالألوان، واستخدمت عدة تقنيات منها الحبر وزيت الكتان والأكرليك.
أما الفنانة التشكيلية محبة ليون شاركت بخمس لوحات تنوعت بين الواقعي التعبيري والتجريد فحاكت الطبيعة والبحر مع سماكات لونية لافتة مستخدمة السكين وفي لوحة أخرى أسست باللون الذهبي قبل أن تضيف الألوان الأخرى مستخدمة هذه التقنية لأول مرة.
الفنانة التشكيلية سلام الأحمد فكان محور مشاركتها الإنسان محاولة رصد تفاعله مع الأحداث والمشكلات مع المشاعر التي يعيشها من فرح وحزن ورقص والتقاط حركاته في لوحاته، مقاربة بين الإحساس واللون، فظهر التناقض في لوحاتها حتى يصل لإحساس المتلقي من خلال لوحاتها، ومن مشاركتها لوحة بعنوان رماديات فيها الأبيض والأسود لتظهر تناقضات الحياة، اتسمت أعمالها بالتعبيرية والتعبيرية التجريدية مستخدمة الألوان الزيتية على القماش.