د. جورج جبور:
ربما بدأ الرئيس حافظ الأسد عمله في مكتبه ذلك الصباح بجلسة ثنائية قمت فيها بتلقي توجيهات وتقديم اجتهادات من خلال حوار هادئ كالعادة.
ذكر لي أثناءها – واكتب من الذاكرة – أنه سيستقبل كيسنجر بعد قليل.
حاولت النهوض. قال: اجلس قليلاً. فلينتظر بضع دقائق..
اكتب صباح اليوم الذي علمت فيه بوفاة كيسنجر.
أذكر حادثة معه عبر سفير أمريكا بدمشق آنذاك. هتف السفير عدة مرات ذات يوم من الأيام.
لم يجدني. كان من عادتي ألا أهتف متوقعاً أنه سيعيد الاتصال.
فعل. أحبَّ أن تكون لديه نسخة من كتابي بالإنجليزية عن الاستعمار الاستيطاني.
أعرته نسخة على أن تعود. شرح بأنه يطلبها بناءً على رغبة الزائر كيسنجر الذي يود اصطحابها معه.
عادت النسخة ليلاً إلى المنزل مع هاتف يشرح أنها صورت وينقل الشكر.
هو الكتاب نفسه الذي وصفه “جها jha”, نائب مندوب الهند لدى الأمم المتحدة، في زيارة له إلى دمشق عام 1976 كما أظن رئيساً للجنة تقصي الحقائق حول معاملة القوة المحتلة للمواطنين تحت الاحتلال، وصفه بأنه “جعلنا منه قراراً دولياً هو 3379” الذي به تقرر الجمعية العامة أن “الصهيونية شكل من أشكال العنصرية والتمييز العنصري”.
تلك شهادة من طرفٍ واحد. لكل من يقرأ أن يأخذ بها أو لا يأخذ.
*دمشق صباح الخميس 30 تشرين ثاني 2023.