(إسرائيل) وخطاب التماهي

اعتمدت “اسرائيل” مند قيام كيانها الاستيطاني الاحلالي على مقولة: إن الشعب اليهودي هو ضحية “المحرقة” وأنه شعب يعود إلى أرضه ،وعانى من عداء السامية وبهذا الخطاب حصل اليهود على تعاطف دول وشعوب كثيرة ،مستغلة قوة دعايتها المنظمة وغياب الصوت العربي ،ومع تمكن الكيان الصهيوني وتعاظم قوته العسكرية وما حصل بعد حرب 1967. وما تحقق من نجاحات لم يكن بتوقعها تمثلت بالتغلب على جيوش ثلاث دول عربية خلال ستة أيام،وقد بدأ الخطاب الصهيوني يتغير لجهة تكريس وعي داخلي وخارجي أن “الجيش الاسرائيلي” هو الجيش الذي لا يقهر، وانه يمتلك ذراعاً طويلة ورادعه لأي تهديد أو خطر يواجه ذلك الكيان، ومع تآكل هذه الصورة بعد حرب تشرين عام 1973 وكذلك في حرب تموز عام 2006 .حاول العدو استعادة ذلك الخطاب عبر استعراض القوة والتهديد بالأسلحة الفتّاكة وأنه قوة إقليمية يمكن الاعتماد عليها في مواجهة تحديات اقليمية تواجه دول المنطقة وأخطار خارجية مبالغ فيها، فشرعت بعض الأنظمة العربية ليس التطبيع معه وانما إقامة تحالفات عسكرية وأمنية بهدف قلب معادلة الصراع والعداء من عربي -اسرائيلي إلى صراع عربي مع بعض دول الاقليم المجاورة للعرب، ونجح الى حد ما في ذلك وأصبح الخطاب الشائع هو خطاب التطبيع وصفقة القرن، وما سمي السلام الاقتصادي وكذلك الدعوة لقيام الولايات المتحدة الابراهيمية، وهو ما روجت له الادارة الاميركية في عهد ترامب وصهره كوشنير ،وأوجد له آليات متابعة وخطاب تسويقي على أرض الواقع .

إن من أولى نتائج معركة طوفان الأقصى بل وأهمها أنها أسقطت الخطاب الصهيوني الذي اعتمد ويعتمد على عدة عناوين منها مقولة الجيش الذي لايقهر والذراع القوية واسرائيل الضرورة والحاجة لأمن المنطقة والتي تمتلك قوة الردع وأنها “الدولة الديمقراطية” التي تحترم حقوق الإنسان والنموذج الأخلاقي والثقافي والليبرالي للغرب وغير ذلك من أكاذيب ودعاية منظمة (بروباغندا ) ومع سقوط عناصر ذلك الخطاب يصبح السؤال:

ترى ما هو الخطاب الدعائي الذي سيتبعه الكيان الصهيوني بعد هزيمة السابع من تشرين؟ وللاجابة على ذلك يمكننا توقع وملاحظة جملة عناوين وافتراضات أولها :إن الإعلام الصهيوني بدأ يعتمد خطاباً يمكن وصفه بخطاب التماهي مع الغرب من قبيل أن اسرائيل تواجه نفس التحديات الأمنية التي تواجه الغرب من قبيل أن المقاومة الفلسطينية هي نسخة عن داعش وتشبيه ما جرى من هجوم على الكيان بما جرى في 11 ايلول 2001 وأن اسرائيل تواجه ايران التي هي في مواجهة مع الغرب إضافة أن اسرائيل الديمقراطية بدأت تستعيد خطاب التأسيس بأنها تواجه أنظمة ودولاً وشعوباً مستبدة لا تعرف معنى الحرية وقبول الآخر وهي النموذج السياسي والثقافي الذي يمثل قيم الغرب، وربما ستحاول استعادة خطاب التأسيس للتعاطف الغربي معها بأنها حمل وديع في غابة من الذئاب ؟ فإسرائيل تريد أن تتماهى مع الرأي العام الغربي من خلال أيضاً ما سمته الكابينيت أي غرفة العمليات أو حكومة الطوارئ لتكون الشبيه والمماثل للغرفة التي أقامها تشرشل في الحرب العالمية الثانية في لندن أثناء مواجهة اوروبا للنازية بمعنى ان الاسرائيليين يواجهون ما واجهته اوروبا في الحرب العالمية الثانية، وهنا يشار الى ما جاء على لسان الرئيس بوتين بوصفه ما يجري في غزة هو شبيه لما قامت به النازية في ستالينغراد من قتل ودمار ولكنه انتهى بسقوطها وانتصار ارادة الشعوب مذكراً الغرب بنظرية بافلوف الروسي بأن لكلّ مثير استجابة ؟

ان “اسرائيل” وقيادتها المتطرفة تعيش اليوم حالة من الورطة وعدم اليقين والتناقض فهل تستطيع ان تتبنى اعلامياً وسياسياً خطاب الضعيف الذي يواجه تحدياً من قوى ارهابية أو عالماً عربياً وإسلامياً اتحد شعبياً على الأقل في مواجهتها وادانتها وتعاطف مع الشعب الفلسطيني وكيف لها أن تخدع العالم بأنها تدافع عن نفسها وهي تحتل الأراضي الفلسطينية ولا تنفذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحل الدولتين وتمارس كلّ أنواع القتل والارهاب والتدمير بحق شعب محاصر ويدافع عن حقوقه المشروعة ويجد تعاطفاً عالمياً مع قضيته بشهادة الجميع بما في ذلك حليفها الأميركي والغربي ؟

ولكن من الواضح أن أي خطاب سيتبناه المطبخ السياسي والإعلامي الاسرائيلي سيكون فيه الثابت وهو أنها “دولة ديمقراطية” ومتقدمة علمياً وتدافع عن حق اليهود في وطن كغيرهم إلى جانب خطاب تكتيكي يركز على الراهني أي خطاب التماهي مع الغرب والمشكلة هنا ان اسرائيل لا تريد ان تظهر أمام جمهورها وحلفائها والمراهنين عليها أنها ضعيفة وبحاجة إلى من يحميها أو يتعاطف معها على الأقل .

 

 

آخر الأخبار
مزاجية ترامب تضع أسواق النفط على "كف عفريت" اجتماع لتذليل الصعوبات في المستشفى الوطني باللاذقية متابعة جاهزية مجبل الإسفلت بطرطوس.. وضبط الإشغالات المخالفة بسوق الغمقة الحرب التجارية تدفع الذهب نحو مستويات تاريخية.. ماذا عنه محلياً؟ الرئيس الشرع يستقبل وفداً كورياً.. دمشق و سيؤل توقعان اتفاقية إقامة علاقات دبلوماسية الدفاع التركية تعلن القضاء على 18 مقاتلاً شمالي العراق وسوريا مخلفات النظام البائد تحصد المزيد من الأرواح متضررون من الألغام لـ"الثورة": تتواجد في مناطق كثيرة وال... تحمي حقوق المستثمرين وتخلق بيئة استثماريّة جاذبة.. دور الحوكمة في تحوّلنا إلى اقتصاد السّوق التّنافس... Arab News: تركيا تقلّص وجودها في شمالي سوريا Al Jazeera: لماذا تهاجم إسرائيل سوريا؟ الأمم المتحدة تدعو للتضامن العالمي مع سوريا..واشنطن تقر بمعاناة السوريين... ماذا عن عقوباتها الظالمة... دراسة متكاملة لإعادة جبل قاسيون متنفساً لدمشق " الخوذ البيضاء" لـ "الثورة: نعمل على الحد من مخاطر الألغام ما بين إجراءات انتقامية ودعوات للتفاوض.. العالم يرد على سياسات ترامب التجارية "دمج الوزارات تحت مظلّة الطاقة".. خطوة نحو تكامل مؤسسي وتحسين جودة الخدمات بينها سوريا.. الإدارة الأميركية تستأنف أنشطة "الأغذية العالمي" لعدة دول The NewArab: إسرائيل تحرم مئات الأطفال من التعليم الشعير المستنبت خلال 9 أيام.. مشروع زراعي واعد يطلقه المهندس البكر في ريف إدلب برونزية لأليسار محمد في ألعاب القوى استجابة لمزارعي طرطوس.. خطّة سقاية صيفيّة