الثورة – ترجمة غادة سلامة:
أن تكون طفلاً في غزة يعني أن تعيش في الوقت الضائع.. فآلة الحرب الإسرائيلية لا ترحم طفلاً ولا امرأة ولامسنا، بدءاً من القتل الجماعي والتشويه، وصولاً إلى الغارات على المنازل والمدارس والمخابز والمستشفيات وملاجئ النازحين المكتظة، فضلاً عن حرمانهم من الوصول إلى الغذاء والدواء والمياه النظيفة والمساعدات الإنسانية؛ ومع جميع الجرائم التي يعاقب عليها القانون الدولي، لايزال الأطفال في غزة يعانون من الهجمات الإسرائيلية المتواصلة.
ووفقاً لآخر التحديثات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 6,100 طفل فلسطيني في قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول.
وهناك 1500 طفل إضافي مفقود تحت أنقاض المباني المدمرة، ويُفترض أن معظمهم ماتوا. وفي غزة، يُقتل 130 طفلاً فلسطينياً كل يوم بسبب الغارات الإسرائيلية.
وفي حين أن الولادة في أجزاء أخرى من العالم تبشر بحياة جديدة ولحظة من الفرح، فإن الموت والرعب يطغى عليها في غزة.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنه من المتوقع أن تلد 5,500 امرأة حامل هذا الشهر/كانون الأول الجاري دون مشاف ولا أي وسائل صحية، حيث لم تعد معظم مرافق الرعاية الصحية قادرة على العمل.
ويؤدي التدمير المقترن بعدم كفاية المياه النظيفة والصرف الصحي إلى خلق مخاطر صحية متعددة، بما في ذلك بالنسبة للنساء اللاتي لا يحصلن على مستلزمات النظافة أو التخدير إذا احتجن إلى رعاية طبية أو عملية قيصرية.
المتحدثة باسم اليونيسف قالت ان : التفجيرات التي وقعت بالقرب من مستشفى غزة بكامل طاقتها هي “حرب على الأطفال.”.
وفي الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، تعرضت مرافق الرعاية الصحية للأطفال لهجمات عشوائية. وقصفت الصواريخ والمقاتلات الإسرائيلية مستشفى الرنتيسي للأطفال أكثر من مرة، فأصابت جناح سرطان الأطفال والمركز المتخصص للأطفال، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، بينهم أطفال وطواقم طبية.
ودمرت الهجمات الإسرائيلية الألواح الشمسية وخزانات المياه في المستشفى. بينما كان مئات الأطفال يتلقون العلاج في مستشفى الرنتيسي، كما لجأ ما لا يقل عن 1000فلسطيني مشرد إلى هناك.
وقد دق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جرس الإنذار بشأن تزايد حالات الإصابة بالجدري والإسهال والتهابات الجهاز التنفسي العلوي بين الأطفال في الملاجئ المزدحمة للغاية في جميع أنحاء قطاع غزة.
وقد ولّد عدم توفر الأماكن الآمنة شعوراً عميقاً بالخوف والرعب بين الأطفال. كما بدأت تظهر على الأطفال أعراض الصدمة الشديدة التي تتطور إلى اضطراب ما بعد الصدمة، والتشنجات، والقلق وغيرها من الأمراض.
وفي غزة، يعيش الأطفال تحت القصف المستمر، حيث يتكدس عشرات الآلاف في الملاجئ في مدارس الأمم المتحدة بعد أن أجبروا على الفرار من منازلهم دون إمكانية الحصول على الغذاء أو المياه النظيفة. الوضع رهيب للغاية، ففي بعض الملاجئ يتشارك 400 نازح فلسطيني في مرفق صحي واحد.
المصدر – ميدل ايست منتيور

السابق
التالي