التمكين الاقتصادي للمرأة، والدعم النفسي، والتقدير الاجتماعي، من الأسرة والمحيطين جوانب غاية في الأهمية على طريق الإنتاج والإبداع. بعدما أخذت المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر لسيدات كثر الانطلاق بها على مستوى جغرافيا الوطن.
ولعل الأهم هنا ليس فقط إنجاز المشروع على ضرورته وإنما كيفية المحافظة على جودة المنتجات دون تراجع أو إهمال، لاسيما المنتجات الغذائية، فالحفاظ على المواصفات القياسية السورية ونظافة المنتج ضمان الاستمرارية والنجاح والتسويق، لأن الانطباع السائد عند غالبية الناس أنهم يفضلون المنتجات اليدوية ويرغبون بالاستحواذ عليها من مصادر آمنة ومعروفة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر تذكر إحدى السيدات وهي المشرفة على بعض ورش صناعة الأغذية كيف حاولت سيدة من النساء أن تقدم نوعاً من الأجبان المصنعة يدوياً، لكن ليس بالمواصفات المطلوبة لناحية العبوات أو المرطبانات، وعرضه في إحدى البازارات، ما خلق ردة فعل سلبية عند المستهلك الذي اشترى هذه السلعة، فأكثر ما يهم المستهلك هو الجودة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
ولعل الإشارة إلى بعض السلبيات لا يعني الانتقاص من الجهود الكبيرة التي تبذلها النساء في مطارح متعددة، وإنما للتأكيد على أن الغث يطرد الثمين والسلعة “المضروبة”بأي منتج تؤثر ربما على السوق بكامله وليس على المنتج فقط.
فكلنا يدرك عن قرب قدرة المرأة السورية على العطاء والتميز والإبداع، وأنها خاضت معظم التجارب القاسية، وخبرت تفاصيل الحياة، واجترحت الحلول بالصبر والعمل وكانت القدوة في المنزل والأرض والمدرسة والمؤسسة والجامعة وسوق العمل.