الثورة – ترجمة هبه علي:
أطلق حوض بناء السفن في جيانغنان الصيني لأول مرة، وفق ما أطلقت عليه وسائل الإعلام الصينية “أكبر تصميم لسفينة حاويات تعمل بالطاقة النووية في العالم”. تم الكشف عن الحاوية في معرض Marintec China 2023 الجاري في شنغهاي، والذي بدأ في 5 كانون الأول الجاري.
وقالت صحيفة غلوبال تايمز الحكومية الصينية في تقرير لها إن حوض بناء السفن جيانغنان، المملوك لشركة الصين الحكومية لبناء السفن المحدودة، كشف رسمياً عن تصميم نوع السفينة لسفينة الحاويات التي تعمل بالطاقة النووية من فئة 24000 حاوية نمطية.
ويكتسب تصميم سفينة الحاويات أهمية كبيرة لأنه يقلل من احتمالية الانصهار النووي على الفور باستخدام مفاعلات الملح المنصهر، التي تعمل عند درجات حرارة عالية وضغوط معتدلة.
وكشفت شركة الصين الحكومية لبناء السفن المحدودة أنه في حالة وقوع حادث خرق، يمكن إيقاف المفاعل بسرعة لمنع المزيد من التصعيد، مما يسلط الضوء على الالتزام بمعايير السلامة في تطوير سفينة الحاويات الضخمة جدا التي تعمل بالطاقة النووية.
ذكرت الشركة الصينية لبناء السفن المحدودة أن سفينة الحاويات الجديدة تعد إنجازاً من قبل حوض بناء السفن في تطوير السفن ذات الانبعاثات الصفرية تقريباً.
ووفقاً للتقارير، يقوم حوض بناء السفن في جيانغنان باستكشاف أنواع السفن لشحنات الحاويات وحلول أنظمة الدفع لتلبية متطلبات الحفاظ على الطاقة وخفض الانبعاثات الناتجة عن تغير المناخ.
وقد تم تصميم المفاعل مع أخذ معايير السلامة الممتازة في الاعتبار. ويعمل عند درجات حرارة عالية وضغوط منخفضة، مما يمنع الانصهار النووي من حيث المبدأ. ويمكن إيقاف المفاعل على الفور حتى أثناء وقوع الكارثة لمنع المزيد من الضرر.
ووفقاً لأحد المنشورات الصناعية، فإن سفينة الحاويات التي تم الكشف عنها حديثاً قد توفر بديلاً حقيقياً “منعدم الانبعاثات”. وفي حالة تشييدها، فإنها ستُصنف من بين أكبر سفن الحاويات العابرة للمحيطات في العالم.
وعلى النقيض من المفاعلات النووية التي تعمل باليورانيوم على متن السفن الحربية، فمن المحتمل أن يستخدم هذا المفاعل الجديد الثوريوم، وهو معدن مشع رخيص الثمن ومتوفر على نطاق واسع في الصين. علاوة على ذلك، يتم زيادة كفاءة المفاعل وسلامته لأنه لن يتطلب الكثير من الماء للتبريد.
وفي وقت سابق من هذا العام، أفيد أن أول مفاعل الثوريوم في البلاد حصل الآن على تصريح تشغيل من هيئة السلامة النووية الصينية، وهي خطوة كبيرة إلى الأمام في سعي البلاد للحصول على التكنولوجيات النووية المتطورة.
من جهته، معهد شنغهاي للفيزياء التطبيقية التابع للأكاديمية الصينية للعلوم هو المسؤول عن تشغيل مفاعل الملح المنصهر الثوريوم الذي يعمل بالوقود السائل بقدرة 2 ميغاوات، والذي يقع في ووي، مقاطعة قانسو، بالقرب من صحراء جوبي.
ووفقاً للخبراء العاملين في هذا البحث، فإن هذه المفاعلات صغيرة بما يكفي لاستخدامها في مجموعة واسعة من التطبيقات ويمكن نشرها عملياً في أي مكان، بما في ذلك السفن. ونظراً للتطبيقات العسكرية المحتملة لهذه التكنولوجيا، فإن غالبية الأبحاث التي أجريت للمشروع سرية، ولم يتم نشر الكثير من المواد للعامة.
من جانبها، كشفت شركة Jiangnan لبناء السفن ومقرها شانغهاي عن تصميم سفينة الحاويات الجديدة، التي يطلق عليها اسم KUN-24AP، في معرض Marintec China بالمدينة. ويعني كشف النقاب عن ذلك أن الصين مستعدة الآن لتقديم التكنولوجيا إلى بقية العالم ولديها قدر كبير من الثقة بها.
المصدر – أوراسيا
