مع اختتام معرض صنع في سورية للبيع المباشر بمدينة البصرة في العراق الشقيق، والذي حقق – حسب المشرفين والمشاركين – نجاحاً باهراً وإقبالاً فاق التوقعات للإخوة العراقيين من خلال وجودهم وزياراتهم لأجنحة المعرض التي ضمّت مصنوعات غذائية كالكونسروة والحلويات والشوكولا والبهارات، وعبوات الشاي والمتة والبسكويت، ومصنوعات كيميائية كالمنظفات والصابون والمطرّيات ومواد التجميل، بالإضافة إلى بعض المصنوعات المطبخية، والألبسة والأحذية والحقائب ومصنوعات جلدية أخرى.. وإلى ما هنالك.
صحيح أنها صناعات خفيفة بالتصنيف الصناعي، غير أن مثل هذه الصناعات هي الصديقة الحقيقية لطيف واسع من المستهلكين، ولذلك فهي صناعات ثمينة كونها محببة لكل منزل.
خطورة هذه الصناعات أنها سرعان ما يجتمع الرأي العام حولها لشعبيتها وكثافة استخدامها، وبالتالي فإنها تبقى أمام امتحان دائم وتحديات كبرى لا تقبل العطب على الساحة التجارية والاستهلاكية، ما يعني أن المشرفين والمصنعين يخوضون الامتحان والتحدي بكل ثقة حتى بهذه الاستطالة إلى خارج الحدود، ومعهم حق.. فقد نجحت المصنوعات السورية الزائرة للبصرة بامتحانها وفازت بالتحدي، وقد تُرجم هذا الفوز من خلال كثافة البيع ضمن المعرض، والصفقات اللاحقة التي انعقدت، وعلامات الارتياح التي كانت باديةً على وجوه الإخوة العراقيين، والفضل في ذلك يعود إلى جملة أسباب لا علاقة لها بأسلوب العرض الجذاب والأنيق في الأجنحة ومدرّجات رفوفها فقط، وإنما استطاع المشرفون على هذا المعرض أن يرسخوا القناعة عند ضيوف المعرض أنهم أمام بضائع تمتاز بجودة عالية وبأسعار معقولة بل ومغرية، ولاسيما أن نهج المعرض هو البيع المباشر من المنتج إلى المستهلك، فهي طريقة تسويقية مجدية، إضافة إلى اعتماد الجهة المشرفة (المكتب الإقليمي بدمشق لاتحاد المصدرين والمستوردين العرب) على أسلوب ترويجي شيّق وجذاب يلامس القلوب عبر الاستعانة بالفنان المحبوب (نزار أبو حجر) وإطلاق لازمته الشهيرة (بليلة بلبلوكي) وهنا يُغيّر السياق ليقول: (وبالطيارة ركبوكي.. وعلى العراق أخدوكي..) وإلى ما هنالك، ومن ثم اعتماد مبدأ الاختتام بالسحب على العديد من الجوائز للزائرين المتسوقين.
مجمل هذه العناصر اتحدت مع بعضها لتُشكّل فنّ العرض المميز والناجح والذي لا يقبل الفشل، وفي الحقيقة لا غرابة في ذلك فلو فتشنا في أعماق أبناء بلادنا لوجدنا الكثير الكثير من أسباب النجاح والتميّز.