الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
انتقد خبراء من البر الرئيسي الصيني، يوم الأحد الماضي، التواطؤ بين الولايات المتحدة وقوى “استقلال تايوان” الانفصالية، لأنه خلق المزيد من مخاطر الصراع، بعد أن وافقت الولايات المتحدة مؤخراً على بيع معدات ربط البيانات العسكرية إلى جزيرة تايوان.
ونقلاً عن بيان البنتاغون، ذكرت رويترز يوم السبت الماضي أن وزارة الخارجية الأمريكية وافقت على بيع معدات بقيمة 300 مليون دولار للمساعدة في الحفاظ على أنظمة المعلومات التكتيكية في جزيرة تايوان.
وقالت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاغون إن البيع كان من أجل متابعة دعم دورة الحياة للحفاظ على قدرات القيادة والتحكم والاتصالات والكمبيوتر في جزيرة تايوان، والسيطرة القتالية المشتركة حتى تتمكن من تحسين الوعي بساحة المعركة.
وقال وي دونغكسو، الخبير العسكري الصيني لصحيفة غلوبال تايمز، إن أنظمة C4 تتكون من سلسلة من المعدات والبرامج التي يمكنها من تعزيز قدرة معالجة البيانات للقوات المسلحة في جزيرة تايوان.
وقال وي إنه عندما يتم نشر الأسلحة والمعدات، فإنها تتطلب عمليات نقل واسعة النطاق للبيانات، ما يزيد الطلب الكبير على توافق البيانات والقدرة على تحليلها ونقلها، مشيراً إلى أن دعم الترقية لأنظمة C4 يهدف إلى تمكين القوات المسلحة في جزيرة تايوان لتنفيذ عمليات مشتركة بشكل أفضل عندما يتم تسليم عناصر أخرى من مبيعات الأسلحة الأمريكية.
وقال وي إن هناك أيضاً احتمالات بأن الولايات المتحدة تحاول جمع معلومات استخباراتية من أنظمة C4 التي تبيعها للجزيرة.
ومع ذلك، وكما هو الحال مع العديد من مبيعات الأسلحة الأمريكية السابقة لجزيرة تايوان، فإن الدعم الأمريكي الأخير لأنظمة المعلومات التكتيكية لا يمكن أن يغير حقيقة أن جزيرة تايوان جزء لا يتجزأ من الصين، وأن جيش التحرير الشعبي الصيني (PLA) يتمتع بمزايا ساحقة على القوات المسلحة في جزيرة تايوان.
وصرح خبير عسكري إنه في حالة نشوب صراع، لا يستطيع جيش التحرير الشعبي فقط توجيه ضربات دقيقة إلى المنشآت العسكرية الكبرى في جزيرة تايوان لإسقاط أنظمة C4 فعلياً، بل يمكنه أيضاً شن حرب إلكترونية وسيبرانية لشلها.
وقال محللون إن الولايات المتحدة ترسل إشارة خاطئة إلى القوى الانفصالية “لاستقلال تايوان” قبل الانتخابات المقبلة في الجزيرة في كانون الثاني 2024، وأن هذه الخطوة تضر بالسلام والاستقرار الإقليميين.
وقال وي إنه من خلال تعزيز مبيعات الأسلحة إلى جزيرة تايوان، خلقت الولايات المتحدة المزيد من خطر نشوب صراع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، واستفزت الصين مرة أخرى بشأن مصالحها الأساسية.
ويجب أن يدرك سكان جزيرة تايوان أن الولايات المتحدة قد اختلست قدراً كبيراً من أموالهم من خلال بيع الأسلحة للجزيرة، بل والأكثر من ذلك، أن تلك الأسلحة ستجعل القوات المسلحة للجزيرة وقوداً للمدافع بينما تفوز الولايات المتحدة بكل الفوائد.
إن تقارير وسائل الإعلام الغربية حول موضوعات مثل مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى جزيرة تايوان والتدريبات العسكرية الأمريكية استعداداً لصراع محتمل مع الصين يمكن أن تقود الناس بشكل خاطئ في الجزيرة إلى الاعتقاد بأن الولايات المتحدة عازمة على التدخل عسكرياً في مسألة تايوان.
وقال محللون من البر الرئيسي، الذين تساءلوا عما إذا كان الجنود الأمريكيون مستعدون حقاً لإراقة الدماء من أجل انفصاليي “استقلال تايوان”، فإن ذلك يضع الجزيرة في وضع أكثر خطورة مع تزايد انتشار القوات الانفصالية “لاستقلال تايوان”.
وقال الخبراء إنه حتى في أسوأ السيناريوهات، حيث تتدخل الولايات المتحدة، جنباً إلى جنب مع حلفائها وشركائها، عسكرياً في مسألة تايوان، فإن جيش التحرير الشعبي مستعد، وهو قادر على حماية السيادة الوطنية والسلامة الإقليمية والمصالح التنموية، وهو واثق من ذلك.
المصدر – غلوبال تايمز