الملحق الثقافي- نور الهدى صبان:
خصيبة الورق
جلّها طيب وعبق
تنثر ألحاناً كونية
تعطي شراييني دماء الشعر والموسيقا
سخية الميلاد
موفورة الظل
أنا منها القريبة، أطالع بفضلها الصورالأليفة
بجمالها أكتوي شغفاً وعزفاً
سأحرك حروفها نحو هامتيّ حتى أداني
طيفها المشتهى في أول الخطو وبراح الندى
في لغتي أسرُّ للجذر البعيد قرابتي
وسبعة مهج تنهجُ نحو الثريا
ترتقي جلّق المجد
عزوتي هي وانتسابي
خبزي الروحي، الذي لن يفطمني عن تنورها
اكتنازها بأجداث لهفة وسخر بيان
تغرقُ بالنور ذوائبها، ككنار القلب تغرد على دمي
تطردُ السأم من بوحي، تزهر كبواكير نيسان
تغيثُ العاشق كتشرين، تمسح سديم الأفق بتواشيح الصدر المفعم بالأمان
تحلق كجناح في صدايّ ومدايّ بذيول من رجاء
توّرق كطيف على اشتهاء
هي روح للجسد أحتطب من بلاغتها حروف نزفي وقهري
هي ظليّ في امتشاق النور
أريجُ مياسم كفراشة نذرت عمرها لكل البياض
هفيفة الإزار
راسخة الدثار
لاتكتفي برؤى بصّارة
تعزف على الشك ألف سؤال
تنبي عن تجذرها ضياء ونار
تشمرُعن صباحاتنا فتنشرالتمني بكلّ اقتدار
تغبُّ من حممها الغاضبة
تعينُ القرطاس على الجري فوق السطور
بها تتضح الأشياء
تغرد لأجلها الشواطىء
تعكس لنا تراتيل الحياة
شجرة حروفي جذرها موصول بعبق ملأ بسحره الورق
مااختلف منه ومااتفق، ماتبعثرمنه وما اتسق،
تائها مابرحت مربوطة من جيدها الذهبي الممشوق
أعيديني لبعضي كي أطير بك إلى سابع اتجاه
أصرف لعينيك ألف من اقترافات التجلي
ككون استضافه نجم وكوكب لاينطفأ لها بركان
وكلما غازلتها زادتك إيمان
وكلما فتشت في صدرك عن كلمات منحتك العنوان
لاتتعثر في خطوها واثقة الخطا راسخة البنيان
تحفظ عهودها يتزايد خفقها مع الكلمات الحسان
ياقلباً ونبضاً استحال روحاً تحت كم العتم تمنح الرأس ضيوفاً من عرائس الجان
لاتسل عن عروبتي فهي دانت عند اللقا تسائلها العينان
شيء فخم في صدري وقلبي وعمري
منحت خدودي حمرة الصبيان
أسهر لأجل حروفها كلّ ليل وأغوص في بحورها صائدة للؤلؤ والمرجان.
العدد 1172 – 19 -12 -2023