الثورة – علاء الدين محمد:
كيف نفكر، من أين تأتي الفكرة.. كل إنسان حسب اختصاصه يأخذ الموضوع من جانبه، عالم البيولوجيا مثلاً يفهم التفكير بشكل ما، والطبيب بشكل آخر، الفيزيولوجي بشكل ثالث، لكن بالنسبة للشعراء والكتاب والنقاد يتحاورون فيما بينهم، كيف نفكر، من أين تأتي الفكرة، ما هو مصدر الخطأ، ما هي المعايير التي على أساسها نميز بين الأفكار الصحيحة والأفكار الخاطئة، ما هو المنهج، وما ضرورة التفكير المنهجي، وكيف نطبق التفكير المنهجي..؟
أسئلة طرحها الأستاذ إبراهيم منصور في الصالون الفكري الأدبي الحلقة العاشرة على الدكتور محمد طاغوس من جامعة دمشق، تحت عنوان (منهجية التفكير) في المركز الثقافي بالمزة.
قد تبدو الأسئلة للوهلة الأولى أنها بسيطة وبديهية في الصالون الأدبي، لكن هناك خيط فكري يربط بين جلسة اليوم منهجية التفكير، وجلسة كيف يكون النقد، هذه المواضيع كلها متصلة فيما بينها والرهان على العامل التراكمي، وعلى عمليه التعلم الذاتي.
وللوقوف عند هذه الأسئلة طرح الدكتور محمد طاغوس سؤالاً للقضية التي يناقشها وهو سؤال يبدو بديهياً للجميع، ومتفقاً عليه، ما التفكير، متى نقول عن إنتاج ما إنه نتاج فكري، متى نقول إن فلاناً مفكر.. وما هي الخصائص التي يمكن أن تحمل نوعياً على هذا التفكير ،ليمكننا القول بعد ذلك أو وصف فكر مع أنه فكر منهجي أو فكر منطقي أو فكر نقدي أو غير ذلك من الخصائص والصفات كلها قد تبدو أسئلة بديهيه، لكن عندما نفصل كل واحد منها سنجد أنفسنا أمام غابة من الاستفسارات والاختلافات في النقاشات.
لن أضخم القول، ما أريد أن أشير له لابداهة هذه الاصطلاحات، بل إلى الضرورة في إهمال التفكير فيها، وهذا شكل من أشكال التفكير المتقدم عندما أتحدث عن التفكير بالتفكير فإننا نتحدث عن مستوى ينقلنا من مهارة التفكير إلى إستراتيجية التفكير، إذا القضية مركبة.
وهناك مستوى ثالث أيضاً هو الميتا تفكير أي ما هي الضوابط التي تحكم نقاشنا للتفكير في نفس الوقت بداية ما التفكير، هو هذا النشاط العقلي الهائل لتكوين معرفة ما أو اكتسابها عن شيء ما، هذا النشاط الهادف لتكوين هذه المعرفة، أو اكتساب هذه المعرفة التي يقود إلى الفهم ،وتفسير هذا الشيء الذي يقودنا ربما إلى تطبيقه، أي استثمار ما تم امتلاكه في حل قضية أو نقاش مسألة حول أي موضوع، التفكير تحليل، والتفكير وتركيب، والتحليل هو المركب إلى أجزائه، والتركيب هو إعادة تركيب جديد لم يكن موجود في تلك الأجزاء وصولاً إلى أخر سمة من سمات التفكير التي تأتي بمثابة تتويج بكامل هذا المسار، وهي الصفة التي بموجبها تنتقل إلى مستوى التقييم، فالتفكير هو تكوين وتحليل وتفسير وتركيب وتطبيق، ومن ثم تقييم، وفي حال النقص فإننا نعاني من حاله فقد في اكتمال التفكير لدينا، كل ما يمكن أن يحمل على التفكير وهو ممتلك لهذه الخصائص برفع درجة قيمة أحد هذه العناصر يؤدي إلى تخصيص التفكير بخصائص نجعل منه تفكيراً منهجياً منطقياً، وهكذا عندما نتحدث عن التفكير بوصفه تقريباً فنحن نذهب باتجاه خاصية التفكير النقدي لأن التفكير النقدي أحد أهم خصائصه هذا البعد التقييمي الذي يبحث في المعايير.
السابق