الثورة – يمن سليمان عباس:
يشكل داء السكري ظاهرة عالمية من حيث الانتشار نتيجة الكسل الجسدي الذي يصيب الإنسان أو عدم الغذاء المتوازن أو خلل ما ..
والسكري هو المرض الوحيد الذي يطلق عليه اسم داء وليس للمصاب منه علاج نهائي.
وهو يكلف مبالغ طائلة للمرضى والحكومات ومؤسسات البحث وهذا ما يجعل الأطباء في سعي دائم للتخفيف من آثاره..يصدرون الكتب والتحذيرات وغيرها.. الجديد في إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب
وضمن “المشروع الوطني للترجمة” صدر كتاب (كيف تحيا مع داء السكري؟) تأليف: د.ميروسلاف فيرتسبورغر، د.غوردانا بريليفيتش، ترجمة: د.نايل عمر الزعبي.
يحتوي هذا الكتاب على المعلومات الأساسية حول مرض السكري، وشرحاً مستفيضاً للاختلاطات الحادة والمزمنة وطرق الوقاية منها مع عرض لنظام الحمية الغذائية حسب الجمعية الأمريكية لداء السكري، ومبادئ ممارسة النشاط البدني للفئات العمرية كلها، وكذلك علاقة داء السكري بموضوع الزواج والحمل ومهنة قيادة السيارات. فالمريض أولاً وآخراً هو المعني بمرضه وضبطه والسيطرة عليه، يليه الأسرة والمجتمع ككل.
وكما أسلفنا فداء السكري هو مرض غير قابل للشفاء من المؤسف، وكما يقول الكتاب ان الخلل الذي يسببه المرض في الجسم لا يمكن إزالته بعصا سحرية بخطوة واحدة كما في كثير من الأمراض الأخرى (مثل التهاب الرئة بالصادات الحيوية والورم بالعمل الجراحي….. الخ).
لكن السؤال هل ستثمر جهود العديد من الباحثين في مختلف أنحاء العالم قريبا؟؟؟؟
وهل سنتمكن في المستقبل القريب من استئصال السكري والشفاء منه بإجراء وحيد؟؟؟؟
إنه سؤال مفتوح نأمل أن نتمكن من ذلك وإلى أن تأتي تلك اللحظة سوف يبقى داء السكري غير قابل للشفاء بوصفة حقيقية عنيدة.
ماذا يعني ان السكري غير قابل للشفاء؟؟؟؟
في الحقيقة منذ لحظة ظهوره سيرافق السكري الشخص المصاب به حتى نهاية حياته.
ماذا سينتج عن ذلك؟؟ إنها معركة مستمرة وضرورية لإيقاف تقدم المرض منذ لحظة ظهوره وحتى نهاية الحياة وبذل جهد إضافي بلا توقف من أجل الحفاظ على حياة طبيعية والعيش كإنسان معافى. وهذا يتحقق بطريقة واحدة ومحددة لا لبس فيها :المعالجة المستمرة المدروسة بعناية والمنفذة بدقة.
ليس من الصعب الاستنتاج انه يوجد أمام مريض السكري مهام ومسؤوليات جديدة وجهود لم تكن موجودة ولم يواجهه من قبل، لكن الجهد يؤتي ثماره فهو منطقي يدعم الحياة الطبيعية ويشجعها.
الخاصية الأولى لهذا المرض والجوهرية هي ارتفاع السكر في دم المريض بغض النظر عن الأسباب التي أدت إلى تطور المرض وساعدت على ظهوره فإن ارتفاع السكر ينتج عن عدم كفاية كمية الأنسولين وهو الهرمون الذي يتشكل في خلايا متخصصة في البنكرياس تدعى خلايا بيتا.
ما النتائج التي يسببها هذا الارتفاع؟؟؟
يجري استحداث الطاقة في أجساد الأشخاص الأصحاء بتفكيك الكربوهيدرات (السكريات) التي تدخل إلى الجسم مع الطعام تمكن كمية الطاقة المستحدثة جميع أعضاء الجسم من العمل بشكل كامل وطبيعي. بكلمات أخرى ان الطاقة المستحدثة من السكر من شأنها تمكين أعضاء الجسم من العمل بشكل كامل وأنها تشكل عمليا الأساس لكامل النشاط البشري لدى مرضى السكري، فالسكر الذي يتم تناوله لا يتحول إلى طاقة بسبب نقص الأنسولين بل يتراكم اولا في الدم لكن المشكلة الحقيقية ليست في تراكم السكر في الدم بل في عدم قدرة الجسم على استخدامه كمصدر للطاقة كما يلاحظ المريض ويشعر بذلك :يفقد وزنه يشعر بالارتخاء يشعر بالتعب سريع الغضب ولديه ضعف بالذاكرة.. باختصار لا يستطيع القيام بالأعمال الاعتيادية وتحمل أعباء الحياة.
من جهة أخرى رغم ان ارتفاع سكر الدم لا يسبب الألم فإنه بمرور الزمن عاجلا ام آجلا سيؤدي إلى ظهور مضاعفات داء السكري.
وتبقى التغذية الطبيعية من بروتينات والدسم والكربوهيدرات والمعادن والفيتامينات والمعادن والماء ضرورية للمحافظة على حياة الإنسان وهي تؤمن الطاقة المطلوبة.
كتاب (كيف تحيا مع داء السكري؟) تأليف: د.ميروسلاف فيرتسبورغر، د.غوردانا بريليفيتش، ترجمة: د.نايل عمر الزعبي. صادر حديثاً عن الهيئة العامة السورية للكتاب 2023.