الثورة – السويداء – رفيق الكفيري:
مشكلات صحية وبيئية متعددة يسببها التلوث الناجم عن مخلفات الصرف الصحي التي تجري في الأودية والمسيلات في محافظة السويداء، وتصب في الأراضي الزراعية بشكل عام، وبشكل عشوائي في غرب المدينة وصولاً إلى قرية الثعلة التي يخترقها واد للصرف الصحي، ويحمل معه مخلفات المنشآت الخدمية والصناعية.
هذه المشكلة القديمة الجديدة وتفاقمها يوماً بعد يوم دفع بذوي النفوس الضعيفة من المزارعين إلى استغلالها لإرواء أراضيهم الزراعية وخاصة الزراعات العلفية للمواشي من هذه المياه العادمة غير آبهين بخطورة ما يفعلون على الصحة العامة وإضرارهم بأراضي الغير من المزارعين المجاورين لهم، والأمر بات يستدعي الوقوف بحذر واهتمام أمام هذه المشكلة التي تعتبر من أكبر القضايا التي باتت تشكل هاجساً مقلقاً، وتشغل بال سكان قرى (الأصلحة- الثعلة- الدارة– سكاكه) لما تشكله من خطر حقيقي على سلامة البيئة والإنسان معاً ما يجعلها عرضة للتلوث وانتشار الأمراض.
مدير الشؤون الصحية في مجلس مدينة السويداء الدكتور مروان عزي أشار لـ “الثورة” إلى أن تغذية المواشي بالمحاصيل العلفية المروية بالصرف الصحي، بالتأكيد لها انعكاسات سلبية على صحة المواشي التي تتغذى من هذه المحاصيل، لكون هذه المياه تسبّب لها مشكلات مرضية، وجرثومية، وطفيلية، وفيروسية، حيث ينتقل المرض للمواشي، وبعدها للإنسان، وذلك عن طريق استهلاك منتجاتها من اللحوم والألبان، والأجبان.
وأوضح أن أخطر الأمراض، تأتي عن طريق التسممات الثقيلة، مثل (الكلور والرصاص والكادميوم)، حيث ترتفع نسبة العناصر في المحاصيل العلفية، المروية بالصرف الصحي، وعند تغذية الحيوانات بها تترسب بأعضاء جسمها، لتفرز بمنتجاتها.
مدير شؤون البيئة المهندس رفعت خضر أكد أن إرواء المزروعات بمياه الصرف الصحي له أضرار بيئية وأخطار صحية، والحل الوحيد يكمن بإحداث محطة معالجة غرب مدينة السويداء، فمن دون هذه المحطة تبقى الأودية والأراضي الزراعية المصبّ الدائم لهذه المياه..
أمام هذا الواقع المزري- والكلام للمحرر- وخطورة مياه الصرف الصحي على البيئة والإنسان معاً، بات من الضرورة إنجاز محطة المعالجة لهذا الغرض، والتي أعدت دراسة لها منذ ثمانينات القرن الماضي، ولكنها ما زالت حبراً على ورق.