مشافي فلسطين تحت نار الحقد الإسرائيلي.. الاحتلال حوّلها إلى ركامٍ وقتل 310 من الكوادر الطبية واعتقل 100 واستهدف سيارات الإسعاف ومنعها من الوصول للجرحى
رئيس التحرير أحمد حمادة:
بسبب العدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة، والحصار المطبَّق على أهلها، فإن المشافي في القطاع تحولت إلى ركامٍ، وما بقي منها واقفاً بات بلا إمدادات أوكسجين ولا ضوء للعمليات الجراحية، ولا كهرباء ولا وقود، وغرف العمليات توقفت لأنها مظلمة، ولا طعام ولا ماء للعاملين والمصابين، لا ممرات آمنة لمغادرة المشافي، ولا ضمانات لطبيب أو جريح من قبل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أو الهلال الأحمر، لأن القتلة لا يعرفون الإنسانية.
وتؤكد الأرقام الواردة من غزة أن الاحتلال الإسرائيلي قتل منذ بدء عدوانه على غزة وحتى اليوم 310 من الكوادر الطبية واعتقل أكثر من 100 آخرين، وأنه استهدف المشافي وسيارات الإسعاف قبل أي شيء، ودمَّر مستشفيات عريقة وحوَّلها إلى ركامٍ، وما جرى في مشفى المعمداني خيرُ شاهدٍ.
وتشير تقارير “الهلال الأحمر” الفلسطيني إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت عدداً من عناصر “الهلال” بمركز إسعاف جباليا ولا يُعرف شيء عنهم منذ اعتقالهم، إلى جانب اعتقال مدير مركز الهلال في خان يونس منذ 35 يوماً ولا يوجد أي معلومة عنه حتى الآن.
كما توثق الأرقام أن قوات الاحتلال استهدفت 102 مركبة إسعاف، كما تضررت 59 مركبة أخرى جراء استمرار العدوان، ومازال هذا العالم صامتاً على تلك الجرائم النكراء في سابقة خطيرة وهي منع حتى سيارات الإسعاف من الوصول للجرحى، وتدمير المشافي أمام أعين البشرية في وقت تكتفي فيه المنظمات الدولية بالفرجة..
ويروي الأطباء والمراسلون الأجانب رؤيتهم مرات عديدة لعشرات الجثث ترقد في الفناء خارج أكبر المشافي في غزة، وتغطي الأرض بجوار شاحنات التبريد التي لم تعد قادرة منذ فترة طويلة على تبريد الجثث، ووثَّق المراسلون أن المستشفيات شُلَّت الحركة فيها، ونتيجة لذلك توفي العشرات في وحدات العناية المركزة..
صحيفة “الثورة” تلقي الضوء في هذا الملف على الاستهداف الممنهج للقطاع الصحي الفلسطيني خلال العدوان وتلتقي عدداً من الكتَّاب العرب وتحاورهم حول ما يجري هناك من جرائم نكراء.