كتّاب عرب لـ “الثورة”: استهداف المشافي جريمة حرب وتعميق للإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” في غزة
الثورة – عمان – أجرى الحوارات شريف جيوسي:
استهداف العدو الإسرائيلي للقطاع الصحي في غزة بأطبائه وممرضيه ومستشفياته وسيارات إسعافه وكل كوادره وبنيته جريمة حرب وتعميق للإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان الاحتلال في القطاع وحرمان لأهاليه والمرضى من العلاج، وأداة لتوسيع عمليات النزوح القسري خاصة وأن الآلاف من المدنيين لجؤوا إليها هروباً من كثافة القصف الهمجي.
كل المنظمات الدولية أكدت انهيار المستشفيات وكامل البنية التحتية في القطاع، وطالبت باتخاذ ما يلزم من الإجراءات التي يفرضها القانون الدولي لتوفير الحماية للمستشفيات، وأدانت الاستهداف المتعمد لما تبقى من مستشفيات ومراكز صحية وسيارات الإسعاف والطواقم الطبية والإسعافية العاملة في القطاع من خلال قصفها بشكل مباشر بالطائرات الحربية وتضرر أجزاء منها أو قصف محيطها وبالقرب منها.
أما العدو الغاشم فيواصل قصفه المستشفيات غير مكترث بعالم صامت مهدداً بإخلاء ما تبقى من المستشفيات تمهيداً لقصفها رغم أنها تؤوي الآلاف من النازحين الباحثين عن مكان آمن إلى جانب الكوادر الطبية والصحية العاملة بها.. صحيفة “الثورة” التقت بعددٍ من الكتَّاب العرب لتسليط الضوء على هذه الجريمة الصهيونية النكراء وكانت الحوارات التالية.
– د. ذياب: برعاية أمريكية استهدف العدو القطاع الصحي..
د. سعيد ذياب الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني قال: هذا الاستهداف الممنهج أوصل النظام الصحي إلى حالة من الانهيار التام وبالتالي العجز عن القيام بدوره في معالجة آلاف الجرحى.
وأضاف هذا الحال يتم بشكل مفضوح بحماية أمريكية بتعطيل كل الجهود الدولية المبذولة لوقف العدوان من خلال استخدامها حق النقض في مجلس الأمن، والأبشع من كل ذلك أن الإدارة الأمريكية بررت كل تلك الجرائم بأنها دفاع عن النفس.
وقال من الجدير ذكره أن هذه الجرائم تندرج في سياق الرؤية الصهيونية القائمة على الإلغاء للآخر وإنكار الوجود الفلسطيني وتجريده من إنسانيته لتبرير جرائمه ولعل ما عبر عنه وزير الحرب الصهيوني دليل على ذلك.
وأشار د. ذياب إلى أن الكيان الصهيوني يشنُّ حرب إبادة شاملة ضد الشعب الفلسطيني منذ أكثر من ثمانين يوماً قتلاً وتدميراً للبيوت على رؤوس ساكنيها لا يستثني فيها طفلاً ولا امرأة، مضيفاً بأن هذه الحرب المجرمة أكثر ما يلفت الانتباه فيها هو استهداف وقتل الصحفيين حيث وصل عدد الصحفيين الذين ارتقوا شهداء ما يربو عن تسعين شهيد، وذلك محاولة منه لتغييب العالم عن الجريمة التي يرتكبها،
وقال إن المسألة الأخرى أن هذا الكيان على الرغم من المواثيق الدولية التي نصت بوضوح على مراعاة المدنيين والمؤسسات المدنية كالمستشفيات والمدارس وأماكن الإيواء إلا أن هذا العدو قام بشكل ممنهج في تدمير المستشفيات وتعطيل الطرق الموصلة إليها واستهداف سيارات الإسعاف والكوادر الطبية قتلاً واعتقالاً من دون أي مراعاة للقوانين الدولية التي أكدت على احترام المؤسسات الطبية في كل الظروف والأحوال.
وأشار إلى أن ما يقوم به نتنياهو وجيشه المحتل من جرائم وتدمير لكل مقومات الحياة التي تشكل المستشفيات عنصرها الأبرز، يعكس فشل الجيش في مواجهة المقاومين وصمودهم، وفي الوقت نفسه هو استلهام لفلسفة جابوتنسكي التي صاغها عام ١٩٢٣ المتمثلة بمقولة الجدار الحديدي القائمة على استخدام أعلى درجات القوة لفرض الاستسلام على الآخر، لكن الشعب الفلسطيني العظيم الذي واجه الغزوة الصهيونية منذ قرن وصمد سيصمد في هذه المواجهة وسينتصر.
– د. عثمان: لا تستغربوا قصف أي شيء من عدو عديم الأخلاق..
بدوره د. نبهان عثمان رئيس اتحاد الاقتصاديين الفلسطينيين وعضو المجلس المركزي الفلسطيني قال: لا تستغربوا ما يقوم به الكيان الصهيوني من قتل الأطفال والنساء والمدنيين، وقصف المستشفيات والمدارس، وما يرتكبه من جرائم حرب ومجازر ضد الإنسانية، لأنهم ورثة الدول الغربية الاستعمارية، الملطخ تاريخها بدماء الشعوب.
وبيّن د. نبهان أن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني تتلقى يومياً عشرات البلاغات حول وجود شهداء ومصابين، خاصة في المناطق الشمالية والوسطى من قطاع غزة، والتي تتعرض لقصف متواصل من قبل طائرات الاحتلال ومدفعيته، ويتعذر الوصول إليها جراء خطورة الأوضاع الميدانية.
وأضاف إن تاريخهم القذر مليء بالدلائل على سلوكهم المتوحش، وهنا فقط نذكرهم، بقصف مدينة درسدن الألمانية، التي تعتبر عاصمة ألمانيا الثقافية، والتي لجأ إليها المدنيون في الحرب العالمية الثانية لخلوها من العسكر، بعد أن استسلمت ألمانيا في الحرب وانتهت الحرب، قامت الطائرات البريطانية والأمريكية بقصف مدينة درسدن ومدينة بلزن في تشيكوسلوفاكيا، وقتل 250000 مدني، وقصف مدينة هيروشيما ونجازاكي بالقنابل الذرية، وقتل مئات الآلاف من المدنيين، مبيناً بأن هذا الكيان أعاد إنتاج عقيدة الإجرام الغربي الاستعماري المتوحش، ويمارسها بحق شعبنا في غزة من قتل الأطفال والنساء والإبادة الجماعية، فلا تستغربوا هذه الثقافة الموروثة لديهم من أسيادهم الاستعماريين الغربيين.
– المحامي فايز شخاتره: منعوا حتى سيارات الإسعاف من الوصول للجرحى..
المحامي فايز شخاتره رئيس المنتدى العربي في الأردن بيّن أنه في هذا الوقت الذي يسيل فيه الدم العربي مدراراً على أيدي المحتلين الصهاينة فإن الكلمة للميدان، فجرائم العدو الإسرائيلي لا تقتصر على تدمير المشافي فقط بل كل شيء على الأرض في وقت نجحت فيه القوى المعادية لأمّتنا في تحييد الدول العربية المؤثرة على الفعل في الساحة الفلسطينية.
وأضاف لقد فتحت واشنطن وأدواتها الباب واسعاً لعملاء الاستعمار من المتسلطين على رقاب أمتنا لتسيير أمورها، ولم يعد بإمكاننا سوى انتظار لحظة عودة الوعي لأمّتنا لتأخذ مصيرها بيدها من جديد.
وختم كلامه بالقول: لقد أسفر العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول الماضي عن استشهاد أكثر من عشرين ألف فلسطيني معظمهم من الأطفال، وجرح عشرات الآلاف، أكثر من 70% منهم من النساء والأطفال، ومازال هذا العالم صامتاً على تلك الجرائم النكراء، في سابقة خطيرة وهي منع حتى سيارات الإسعاف من الوصول للجرحى وتدمير المشافي أمام أعين البشرية، والمنظمات الدولية تكتفي بالفرجة.
– د. ماضي: لم يتركوا جريمة إلا واقترفوها..
أ.د. أحمد ماضي رئيس جمعية الثقافة الفلسفية بالأردن قد أكد لـ “الثورة” أن الكيان الصهيوني المدعوم بالمطلق من الإمبريالية الأمريكية برئاسة بايدن يتباهى بالقتل، والغرب يتباهى بصهيونيته، فهذا العدو لم يترك في عدوانه الغاشم والبربري غير المسبوق في مداه تجاه غزة الصامدة والمقاومة، لم يترك جريمة إلا واقترفها.
وأضاف لقد كانت غزة أسطورة في الدفاع عن نفسها، لذلك فإن هذا العدو الغاشم اتجه إلى تدمير المستشفيات، وهذا ليس بغريب على هذا الكيان المصطنع، فهو يعمل على تدمير كل شيء سواء كان معبداً أو مؤسسة أو مدرسة.. الخ.
وبيّن د. ماضي أن المحتل الإسرائيلي صدم العالم بعدوانه الذي لم يعرف حدوداً لإجرامه، فقد طال البشر والشجر والمباني والأحياء والمخيمات، إنه عدوان ليس له مثيل في تاريخ الحروب، ولذلك فإن الرأي العام العالمي لا يستغرب مهاجمة المستشفيات، ذلك لأنه يعرف أن الكيان المحتل عديم الإنسانية، وضميره لا يعرف الرأفة ولا الرحمة.
وختم بالقول: إن التاريخ سيسجل أن هذا العدوان فريد في شراسته ومداه الذي لا حدود له، وبالنهاية الموت والزوال للصهيونية والخزي والعار لحليفتها الإمبريالية الأمريكية والغرب المتصهينين، ولكل المتخاذلين، والمجد والخلود للشهداء الأبرار، والحرية للأسرى والمعتقلين، وعاشت المقاومة العربية في كل مكان والنصر لا محال للشعب الفلسطيني الأسطوري.