راغب العطيه:
شكلت حرب الإبادة الجماعية التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أطفال غزة بدعم الولايات المتحدة الأميركية والغرب، شهادة سقوط نهائي لكل الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل وحقوق الإنسان وحقوق المجتمعات، وشاهدا حيا على الانتهاك السافر للقانون الإنساني الدولي وكل مقاصده الإنسانية.
وبالرغم من أن جميع تقارير المنظمات الإنسانية والوكالات الإعلامية والطواقم الصحية تؤكد أن أكثر من 70 بالمئة من ضحايا القصف الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة هم من الأطفال والنساء، وأن الطفولة تغتال كل ساعة على يد الجلاد الصهيوني، وبالرغم من أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كشف بأن عدد الأطفال الذين قتلوا في غزة خلال الأسابيع الماضية يفوق أي رقم سجلته تقاريره السنوية عن الأطفال والصراعات المسلحة خلال السنوات السبع الماضية، بالرغم من كل ذلك بقي الأطفال بشكل خاص والمدنيون بشكل عام على رأس أهداف العدوان الإسرائيلي، وبدلا من أن يستجيب العدو للنداءات الدولية بوقف العدوان، ويدخل المساعدات الإنسانية والغذائية والطبية، راح يزيد من وحشيته وحقده على الأطفال والنساء في قطاع غزة المحاصر مدعوما من الإدارة الأميركية بقيادة جو بايدن والحكومات الأوروبية.
وعليه لم تقتصر الحرب العدوانية على قتل الأطفال وحسب، وإنما هناك ما يعانيه هؤلاء إن بقوا على قيد الحياة وحدهم دون أب أو أم، وكثير منهم أصبحوا مجهولي الهوية خاصة إذا كانوا صغار السن، وحتى الأطفال الخدج وأطفال الحاضنات لم يسلموا من إجرام الكيان الصهيوني ووحشيته، فانقطاع الكهرباء ونفاد الوقود والدواء والغذاء يودي حياتهم برداً وجوعاً.
كيان الاحتلال يرتكب جرائمه الوحشية بحق أطفال غزة على مرأى ومسمع العالم كله، منتهكا القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي ومبادئ الأمم المتحدة، وحقوق الطفل وحقوق الإنسان، فيما مدعو الحرية والديمقراطية في واشنطن والعواصم الأوروبية يقدمون للقتلة والمجرمين الصهاينة أحدث أنواع الأسلحة وأشدها فتكا، ويدافعون عنه في المحافل الدولية ومجلس الأمن الدولي.