على الرغم من كل المتابعة وتأكيد ضرورة الابتعاد عن إطلاق النار، واستخدام الألعاب النارية في احتفالات أعياد رأس السنة لا تزال معاناة المواطنين من هذه الظاهرة الخطرة وغير الحضارية تتكرر في أحياء مدن كثيرة، وذلك بتجاوز فاضح- ليس للقانون فحسب- بل للمنظومة الأخلاقية للمجتمع.
ولا يراعي هؤلاء الذين يقومون بهذه الأفعال مشاعر المواطنين، ولا يكترثون لحياتهم، بشكل يدلل على تدني المستوى الأخلاقي، والجهل التام، وعدم وجود أي رادع حقيقي يخشونه.
وعلى الرغم من وقوع إصابات خطيرة، وحالات وفاة نتيجة الرصاص الطائش كل عام، يلاحظ تكرار ارتكاب هذه الأفعال مع مطلع كل عام جديد، حيث تعلن المستشفيات العامة والخاصة صبيحة يوم السنة الجديدة من كل عام عدد الإصابات التي وصلت إليها، نتيجة إطلاق العيارات النارية احتفالاً بالعام الجديد، من دون أن يكون هناك إجراءات حقيقية تتخذ بحق من تسبب بقتل أو جرح الآخرين، وتحويل الاحتفال إلى عزاء، أو بلاء نتيجة للفوضى المتكررة.
وهنا ومع حلول هذه المناسبة في سهرة اليوم، نتوجه للأجهزة المعنية بمعالجة هذه الظاهرة بشكل جدي وصارم، وعدم الاكتفاء بإجراءات شكلية، والتوجيه بالامتناع عن إطلاق النار، أو استخدام المفرقعات النارية احتفالاً، فهناك ضحايا تذهب وتضيع حقوقها، ويبقى الجاني مجهولاً.
ونعتقد أن عملية المراقبة والضبط لهذه الظاهرة ليست بالمعقدة، حيث يتم إطلاق النار في توقيت معروف، وفي زمن قصير، ولعل انتشار دوريات قوى الأمن الداخلي، والجهات المعنية، يجعل ضبط عدد من المخالفين أمراً غير مستحيل.
ونحن بدورنا نتمنى على الجهات المعنية بعدم التهاون بضبط مطلقي النار، كما تهيب تلك الجهات بالمواطنين بعدم إطلاق النار.
أرواح المواطنين تتعرض للخطر بسبب ذلك ويجب على جميع المواطنين التعاون مع الجهات المعنية، والإبلاغ عن أي شخص أطلق النار، حتى تسهل المهمة، ويصار إلى محاسبة المخالف وحماية الموطن من خطر تلك الظاهرة السلبية.
السابق
التالي