ما الذي سيحصل بعد انكشاف كذب الرواية الغربية في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا الغربية بشأن العدوان على غزة والضفة الغربية المحتلة؟ وما المبررات التي ستقدمها الحكومات الغربية لشعوبها بعد أن تتكشف عورتها الكبرى في تقديم رواية كاذبة على مدى سنوات طويلة تظهر المستوطنين الصهاينة بالمدافعين عن أنفسهم باعتبارهم حملة وحماة الديمقراطية في المنطقة العربية وحدهم ، وهم يواجهون مجتمعات متخلفة ومتوحشة في آن واحد.
بعد ثلاثة أشهر ونيف من العدوان على غزة والضفة الغربية بدأت تتكشف جوانب الرواية الكاذبة داخل المجتمعات الغربية والأميركية بخاصة، ولم تعد التقديرات الحكومية قادرة على إقناع الشارع الذي استقبل العديد من المظاهرات المؤيدة لفلسطين بالتوازي مع ارتفاع وتيرة التحذير من مضي الغرب في دعم كيان العدوان من دون حساب للعواقب، فهذا الكاتب الأميركي توماس فريدمان/ يكتب في نيويورك تايمز:
لقد حان الوقت لإدارة بايدن لتعطي إسرائيل دروساً قاسية”.. وإن على الولايات المتحدة وقف التحدث مع إسرائيل بلطف، فقد حان وقت الحديث بقسوه، فقد راهن بايدن على حصان خاسر ورط إسرائيل وورط أميركا وسمعتها.
كما كتب الكاتب البريطاني دافيد هيرست في مقال له نشره موقع “ميدل إيست آي” (( عين الشرق الأوسط)): لقد أثبتت هذه الحرب أنها بالنسبة لإسرائيل حسبة خاطئة بشكل مذهل. فبالإضافة إلى أنها كارثة أخلاقية، فإنها كارثة عسكرية كذلك. إذ إنها أكسبت المقاومة الفلسطينية شعبية ووضعاً في البلدان العربية لم يُعهد مثله منذ عقود طويلة.
وأضاف: بدلاً من حلم رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالقضاء على المقاومة، فإن إسرائيل، هي التي قد تنهار.. ليس من المبالغة القول إن إسرائيل تمارس تجويعاً جماعياً قسرياً.
فقد تحولت المعركة في غزة إلى حرب عصابات طويلة الأمد، سيحول انهيار المقاومة الذي ينشده نتنياهو، إلى انهيار إسرائيل”
فهذا نتنياهو ينظر إلى انهيار المقاومة ولا يشاهد خلفة انهيار إسرائيل.
ويأتي الكاتب الصهيوني اليميني الشهير بن درور ليبعث رسالة يقول فيها: نعيش أياماً عصيبة تحتاج فيها إسرائيل إلى زعيم ليخلّصها من الأزمة الأخطر في تاريخها بعد أن أدخلها نتنياهو في الكارثة الأشد مرارة منذ إقامتها..
يكفينا كل هذا الفشل، وليس لدينا طاقة للمزيد لو كان عندك ذرّة من المسؤولية لخرجت من حياتنا.. كيف بلغت بك الوقاحة لتخطط لليوم التالي للحرب وأنت مهندس الفشل؟
إذا ما بقي لديك ذرة من حب إسرائيل، فعليك إخلاء كرسيك، لأنه لطالما بقيت عليه فإسرائيل في ورطة” اخرج من حياتنا.. هذا هو الأمر الوحيد الذي يجب عليك القيام به.
هذه بداية التغير والانقلاب الذي أحدثته المقاومة، الأمر الذي سيظهر للعالم قريباً من خلال تبدل في معادلات دولية.
السابق