العرب بين عامين… واقع مأساوي وتحديات خطيرة

شهد العام 2023 العديد من الأحداث المأساوية جراء الصراع الدولي بين القوى الكبرى أثرت ولا زالت تتفاعل تأثيراتها بشكل كبير على الكثير من الدول وخاصة في القسم الجنوبي أو ما يسمى الدول النامية والفقيرة.
فالعالم بأغلبيته لا يزال يتأثر بتداعيات حروب الدول الغربية ونزعتها للاحتفاظ بهيمنتها على القرار الدولي من دون أي رادع أخلاقي أو إنساني أو احترام للقانون الدولي وسيادة الدول التي باتت عرضة للانتهاك والتهديد من الولايات المتحدة وحلفائها الاستعماريين في القارة العجوز.
أبى كيان الاحتلال الإسرائيلي أن يمر العام 2023 من دون أن يضيف إلى تاريخه الإجرامي والإرهابي المزيد من جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني مدعوماً من الدول الغربية التي تحاول لي عنق التاريخ وإدامة حقبة هيمنتها على القرار الدولي لأطوال مدة ممكنة غير مكترثة بعواقب سياساتها العدوانية والكوارث التي تخلفها وتأثيرها في السلم والأمن الدوليين.
إن ما شهدته العلاقات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة وخاصة إصرار واشنطن على إلغاء العديد من الاتفاقيات العسكرية التي تجنب اندلاع حرب بين الطرفين إضافة إلى توجه إدارة بايدن لاختلاق أزمة في العلاقات مع الصين والعمل على خلق بؤرة توتر في بحر الصين الجنوبي يوحي إلى ذهاب الولايات المتحدة وحلفائها إلى تحضير العالم لحرب عالمية ثالثة يتم طبخها حالياً في أوكرانيا وشرق آسيا.
وكذلك الأمر إن مواصلة كيان الاحتلال الصهيوني لعدوانه الإجرامي على الشعب الفلسطيني واعتماده سياسة الأرض المحروقة في غزوه لقطاع غزة واستمرار الدول الغربية بتقديم الدعم له وتوفير الغطاء السياسي يضع المنطقة ومحيطها الإقليمي أمام اختبار خطير وصعب يضاف إلى حالة التصعيد المترامية الأطراف على مساحة هذا العالم.
وفي السياق نفسه يصب إصرار حلف شمال الأطلسي على مواصلة حربه غير المباشرة مع روسيا الاتحادية على الأرض الأوكرانية حتى مقتل آخر أوكراني في تراكم مسببات نشوب المزيد من النزاعات والحروب في العالم وصولاً إلى نقطة اندلاع الصراع الكبير بين القوى الكبرى بما يحمله من مخاطر ليس على حياة البشرية فقط، بل على الكرة الأرضية.
من الواضح أن الدول الغربية لن تتوقف عن حياكة المكايد والمؤامرات ضد الدول التي ترفض الخضوع لسياساتها أو الصاعدة والمنافسة لها اقتصادياً وسياسياً على اقتسام صناعة القرار الدولي ويندرج تحالف أوكوس بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وتوريط النظام الأوكراني في حرب مع روسيا الاتحادية إحدى أبرز هذه المكايد الغربية ضد بكين وموسكو.
وفي المقابل تنضج يوماً بعد آخر بوادر قيام نظام دولي جديد متعدد الأقطاب على أرضية تصاعد المقاومة الدولية ونجاحها في منع السياسات الغربية من تحقيق أهدافها في العالم وحكمة الدول المناهضة للهيمنة الغربية التي تأخذ في الحسبان عدم توفير الظروف المؤاتية لتوسيع الصراع الدائر بين الطرفين
تنبئ المؤشرات العسكرية والميدانية إلى خسارة حلف شمال الأطلسي لمعركته مع روسيا الاتحادية عبر النظام الأوكراني وأيضاً إلى فشل كيان العدو الإسرائيلي في تحقيق أهداف عدوانه على الشعب الفلسطيني وصعوبة تطويق الطموحات الصينية على المستوى الدولي ويتبدى ذلك واضحاً في جرأة العديد من الدول إلى تنويع سلتها النقدية على حساب الدولار دون الخوف من العقاب الأميركي.
تواجه الدول الغربية مشكلات وتحديات كبيرة في محاولاتها للاحتفاظ بهيمنتها على القرار الدولي أو إدامة أمدها لأطول مدة ممكنة وفي الوقت نفسه تنتج سياساتها العدوانية المزيد من الظروف الموضوعية لتصاعد الرفض العالمي؟لهذه السياسة وانضمام العديد من دول العالم إلى قائمة الداعين إلى قيام نظام دولي جديد متعدد الأقطاب ينهي حقبة الهيمنة الغربية.
تحاول الدول العربية تخطي التراكمات السلبية للحروب والأحداث المأساوية في العقدين الأخيرين، ولكن الصعوبات والتدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية إضافة إلى إصرار واشنطن على جعل هذه المنطقة مسرحاً لمواجهة ما تسميه الطموحات الصينية والروسية يستدعي منها السعي السريع لتجاوز حالة الانقسام الشديد ونبذ الخلافات البينية وبناء سياسة فعالة قادرة على مواجهة التحديات واللحاق بركب المشتغلين لولادة نظام دولي جديد يقوم على أساس تبادل المصالح واحترام حياة الإنسان والقانون الدولي.

آخر الأخبار
خطوة "الخارجية" بداية لمرحلة تعافي الدبلوماسية السورية  الشرع يترأس الاجتماع الأول للحكومة.. جولة أفق للأولويات والخطط المستقبلية تشليك: الرئيس الشرع سيزور تركيا في الـ11 الجاري ويشارك في منتدى أنطاليا بعد قرارات ترامب.. الجنيه المصري يتراجع إلى أدنى مستوياته الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني