بطَر الفقراء وحسد الأغنياء

ضاقت عيون الأغنياء من الفقراء وقرر عدد كبير منهم التدفئة على الحطب مثلهم مثل الفقراء، غيرة وحسداً وليس تضامناً مع أنه بالمحصلة تلتقي قمة الفقر مع قمة الغنى، فالأغنياء يستخدمون الحطب للتدفئة من باب التباهي والبطر، وكذلك الفقراء ولكن من باب الفقر، والأمر نفسه، الأغنياء يلبسون الثياب “المخزّقة” من البطر، ويلبس مثلها الفقراء من شدة الفقر.

بالعودة إلى موضوع الحطب، فقد تكون مذكرة وزارة الزراعة التي وافقت عليها اللجنة الاقتصادية قبل أيام والتي تسمح باستيراد عشرة آلاف طن حطب للتدفئة أهم من كل حملات التشجير التي نحييها هذه الأيام بمناسبة عيد الشجرة، وأهم كذلك من كل إجراءات حماية الغابات وأقل منها تكلفة بكثير.

ولحماية غاباتنا يجب مضاعفة الكميات المسموح توريدها من حطب التدفئة، وبغير ذلك لن يبقى لدينا غابات ولاحراج، ولن ينفع قانون الحراج بعقوباته المتشددة غير المنسجمة مع حق المجتمع المحلي المحيط بالغابات الانتفاع من منتجات الغابات، وغير مناسبة للفترة الزمنية رغم أنها ممتازة وضرورية ولكن ليس للزمن الحالي.

فمع غياب مازوت التدفئة وأسعاره المرتفعة لن يستطيع ساكنو المناطق المحيطة بالغابات والباردة جداً من التدفئة إلا على الحطب، وعليه لن يترك أب أولاده في البرد القارس بدون تدفئة والغابة بجانبه، وكذلك مع تردّي الوضع المعيشي فإن الغابات بأحطابها أصبحت مصدر عيش لعدد كبير من العائلات، وما لم تُحَل المشكلتان فلن يبقى لدينا غابات ولا أشجار مثمرة.

الأخطر من التدفئة على الغابات موضوع “التفحيم “، أي فحم الأراكيل الذي لم يوفر الشجيرات الصغيرة ويشبه الحلاقة للغابات ،وعليه يجب السماح بتوريد فحم الأراكيل والشوي والتشدّد لحد التجريم بحق مَن يُتاجر ويستخدم فحم الغابات، ولكن بعد تأمين الفحم المستورَد لهذه الغايات.

العقوبات الشديدة هي حق ومطلب في وقت توفر فيه الحكومة المازوت للتدفئة وبأسعار تنسجم مع الدخل، وغير ذلك فلا جدوى ولن تستطيع كل الجهات المعنية حماية الغابات من القطع الجائر والإبادة الحقيقية لها.

في المناطق المحيطة بحقول النفط تخصص مبالغ للمجتمعات المحلية كخدمات وتنمية، وبالمثل يجب أن نوفر للساكنين بجوار الغابات مزايا كتزويدهم بكميات كافية من المازوت وبجزء من منتجات الغابات ولا سيما الحطب بأسعار مخفضة وتأمين فرص عمل لهم في حمايتها والاهتمام بها.

آخر الأخبار
الإمارات تستأنف رحلاتها الجوية إلى سوريا بعد زيارة الشرع لأبو ظبي الاحتلال يواصل مجازره في غزة.. ويصعد عدوانه على الضفة مصر والكويت تدينان الاعتداءات الإسرائيلية وتؤكدان أهمية الحفاظ على وحدة سوريا بعد أنباء عن تقليص القوات الأميركية في سوريا..البنتاغون ينفي إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة