الثورة- فاتن دعبول:
بقلوب تبتهل إلى الله بالدعاء، وقلوب تواقة إلى النصر والسلام، يستقبل العالم عام 2024 ويحملونه الكثير من الأمنيات بالنصر والخلاص من أعداء الشعوب الذين يعيثون في بقاع الأرض قتلاً وتدميراً، أمنيات تحمل في تفاصيلها معاني المحبة وتمثل قيم الخير والتسامح، وتتطلع العيون إلى غزة وتلك الوحشية التي تمارس على أهلها، ويتمنون أن يكون العام الجديد عام نصر وتحرير وسلام.
أمنيات بثها لنا البعض بقلب يعتصر ألما، ولكن الأمل ينتصر في كل مرة على اليأس والجراح.
الفرج القريب
يقول الأديب الدكتور حسين جمعة: إن كان للمرء ما يتمناه في زمن سيطرت عليه الشياطين المتمردة والحيتان التي لا ترحم الفقراء والضعفاء وقد نهبتهم جوائح الجوع والقهر، وها هي غزة خاصة وفلسطين عامة تتعرض لعدوان وحشي صهيوني منذ ما يزيد على ثمانين يوماً، عدوان تبيد آلته الفتاكة، التي زودته بها شريكته في الإجرام، الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا” كل ما يتحرك” إنها إبادة همجية منظمة لمن يدعي الديمقراطية والحرية وسيادة الدول، فإن كان هناك شيء يتمناه المرء إنما يكمن في خلاص أهلنا في فلسطين من التوحش الصهيوني الغربي.
أما على الصعيد الذاتي، فالله أكرمني بالصحة وإنجاز ما رجوته في ميادين البحث والأدب والتعليم الأكاديمي، وأحاطني بصداقات لم تنس الفضل الذي جبلت عليه، وإن وجد من تنكر للعلاقة التي انعقدت بيننا لوقت طويل ونسي أن الله سيسأله عن رفقة ساعة.
وعلى صعيد أبناء الوطن، فإنني أتضرع إلى الله أن يرفع البلاء والغلاء، فقد كادت أسر كثيرة تزهق من الغيظ وقلة الحيلة وازدياد العجز والقهر الذاتي.ويقف بدوره عند أمنيته الثابتة فيقول: تبقى الأمنية الثابتة دعوتي الثابتة” اللهم فرجاً يباشر قلوبنا وصبراً يداوي أحوالنا، فقد ضاقت الدنيا بما رحبت.
الأمن والسلام لسورية
وعن أمنياته رئيس فرع طرطوس لاتحاد الكتاب العرب يقول الأديب منذر يحيى عيسى: انتهى عام 2023م من روزنامة مسيرة الحياة وانطوت ورقة حفلت بالكثير من الأماني والأحلام والانكسارات، وها نحن ندخل في مجهول جديد.
عقد كامل مرّ بكل خيباته ومعاناة أفرزتها الحرب الظالمة على بلدنا الذي تكالبت عليه وحوش قدمت من كهوف التاريخ، ودمرت الكثير من المعالم الحضارية، وأنهكت الاقتصاد الوطني من خلال النهب المنظم، والمحمي بقوة السلاح لثروات البلد الاقتصادية، ومن خلال تواجد قوات أجنبية على بعض الأجزاء من سورية، وقد رافق ذلك تغوّل الفساد الذي أنهك الشعب وأدخله في نفق مظلم من العوز والحاجة.
ويضيف: لا يمكننا أن ننسى معاناة الشعب الفلسطيني وضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة من النساء والأطفال، والصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية بوجه أعتى آلة حرب في العالم والتي تمارس الإبادة الجماعية.
ومن أمنياته للعام الجديد وعلى الصعيد العام، عودة الأمن والسلام والاستقرار لجميع التراب السوري، وتخرج القوات الأجنبية من بلدنا، وأن تعود عجلة الاقتصاد الوطني إلى الدوران، وأن يتوقف نهب ثرواتنا الوطنية، ويعود كل السوريين إلى منازلهم التي دمرتها الحرب، وأن تستمر مكافحة الفساد إلى النهاية، من خلال الروح الوطنية والانتماء الحقيقي للوطن، والإخلاص للهوية السورية الحضارية الضاربة الجذور في أعماق التاريخ.
كما تمنى أن يولى الجانب الفكري والثقافي والإبداع اهتماما كبيرا، وأن يكون للمثقف والمبدع مكان متقدم في المجتمع، وعلى المثقف الاهتمام بهموم بلده ومشكلاته الاجتماعية.
ويضيف عيسى بالقول: أتمنى لاتحادنا، اتحاد الكتاب العرب في دورته العاشرة المزيد من الإنجاز ورعاية الأعضاء، ودعم مسيرة الإبداع ورعاية المواهب الشابة للوصول بها إلى حالة متميزة.
أما على الصعيد العربي فيتمنى أن يستمر دعم صمود الشعب الفلسطيني، تمهيداً لانتصار ناجز، ويبقى أمنياته على الصعيد الشخصي أن يمنحه الله عافية تعينه على إكمال الرسالة التي يحملها للوصول إلى حسن الختام.
النصر لقضايا الشعوب العادلة
ويقول رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب الدكتور إبراهيم زعرور: من الصعب جدا التفريق بين الأمنيات العامة والخاصة، لأن الارتباط عضوي بهذه القضية كسواها من القضايا، ومن الاستحالة بمكان التعبير الكامل عن ذلك إلا بتكثيف شديد، ففي الوطن حرب واحتلال وإرهاب وحصار اقتصادي متوحش وعقوبات أحادية الجانب، تستهدف البشر جميعا دونما استثناء، خاصة أننا نرى التوحش الأمريكي الغربي ومن معهم منذ العام 2011 وتوجت هذه الحرب القذرة من عدوان صهيوني غربي أمريكي على أهلنا في فلسطين وغزة والضفة الغربية وفي لبنان وسورية واليمن والعراق وسواها بطريقة وحشية ليس لها نظير في التاريخ الإنساني.
ويضيف: في تقديري إن الأمنيات هنا والتمنيات تنحصر أساسا في زوال الاحتلال الصهيوني من الجولان العربي السوري واستعادته للوطن الأم وزوال الاحتلال الصهيوني من أرض فلسطين وانتصار المقاومة وأيضا زوال الاحتلال الأمريكي من شرق الفرات والاحتلال التركي العثماني من شمال حلب ومحافظة إدلب، وتحرير كل شبر من أرض الوطن والقضاء الكامل على الإرهاب المساند من المحتلين الغزاة المتوحشين.
ولابد من ذلك كي يستعيد الوطن كامل الأرض لتكن الجمهورية العربية السورية بكامل ترابها تحت إرادة الدولة، ولكي تتمكن تاليا من عودة الحياة الطبيعية للسوريين في وطنهم وامتلاك ثرواتها المسيطر عليها من المحتلين الغزاة، وتتوفر للمواطنين حياتهم الطبيعية وتأمين حاجات المواطن الأساسية، وصولا إلى إعادة إعمار سورية بعد هذا التدمير الوحشي وتعطيل الحياة بكل تفاصيلها.
وقال: كنت أتمنى كغيري من المواطنين أن نشهد تحرير كامل التراب الوطني ودحر الغزاة المحتلين، لكن نحن على ثقة بأن العام الجديد سوف يشهد عملية التحرير مهما كانت التضحيات وفاء لدما الشهداء وتضحيات الجرحى والمصابين، ولعله من المفيد التذكير بأن الاحتلال سيزول كما زال من الجزائر والشقيقة العراق ومن فوق كل شبر من الأرض العربية على كامل مساحة الوطن العربي.
ومن التاريخ نفيد ونتعلم ونتعظ، فالنصر دائما للشعوب التي تقاوم المحتلين والغزاة ومن في حكمهم ولا مساومة أو مهادنة إطلاقا مع هؤلاء الوحوش العنصريين الذين استباحوا حقوق الشعوب، وبشائر النصر تقترب مع طوفان فلسطين والأقصى وصمود محور المقاومة في وجه الطغاة مع بداية انهيار النظام الرأسمالي الإمبريالي العالمي الأمريكي والغربي الصهيوني ومن معهم في ظل صعود قوى دولية تعمل من أجل إسقاط النظام الأحادي القطبية وبناء عالم متعدد الأقطاب أكثر عدلا وتوازنا ومساواة تقوده روسيا والصين ودول البريكس ومن معهم، وهم يشكلون أكثر من ثلثي البشرية.
ويختم د. زعرور أمنياته بالقول: إننا نتمسك بهويتنا الوطنية وبالانتماء إلى أمتنا العربية ذات الحضارة والتاريخ والفكر والثقافة بمواجهة أعداء الحياة، ونحن أبناء الحياة، ولا أعتقد أن المشهد سيستمر مع الأعداء في الداخل والخارج وكل المعطيات تؤكد ذلك بأن النصر للشعوب وليس لأعداء الشعوب.