قبل أن نتكلم عن موضوع الاستحقاق المعروف والمنطقي من حيث الاسم والمكانة والتاريخ لنتكلم أولاً عن موضوع التعامل الذي تميز بقلة الاحترام والصلافة، فليس من المعقول أن يجلس قائد المنتخب السوري التاريخي وهدافه لتناول طعام الغداء ثم يشاهد قائمة منتخب بلاده بدون اسمه دون أي اتصال ومن دون أي إخطار ودون وضع أي قيمة لهذا النجم الكبير !! يا لها من صدمة نفسية مؤلمة للاعب بحجم السومة ويا له من استخفاف وعدم احترام من مدرب لم يثبت حتى الآن أن له شأناً وهماً بالتدريب ولا قدم أي نتيجة تسر الخاطر!!.
لسنا بصدد الهجوم على كوبر فهو في النهاية مدرب وله قراره الذي يتحمل وحده تبعاته ومسؤوليته، لكننا بصدد رؤية الأمور من زاوية العكيد وفهم طبيعة قراره الناجم عن صدمة لم تصبه وحده وإنما أصابت الجمهور السوري كله وصارت الشغل الشاغل لوسائل التواصل وسط صمت وعدم تبرير منطقي من قبل كوبر.
القرار الذي لم يتم تبريره أبداً لا فنياً ولا إدارياً خيب أمال الجمهور السوري هنا وبالخارج بل إن أغلب المحللين الفنيين أبدوا استغرابهم الكبير لاستبعاد نجم يتمنى أي منتخب من منافسينا أن يمتلك مثله.
كي لا يكون اللوم ملقى على عاتق كوبر وحده يكفي أن نعرف أن محاربة التميز ووضع العراقيل في وجهه واستبدال الصالح بالطالح كاد أن يكون منهجاً لنا في سالفات الأيام فليس السومة وحده من تعرض لسوء المعاملة الروزنامة تثبت هذا وقد سبقه عام ١٩٩٦ استبعاد عساف خليفة، وعام ٢٠١١ استبعاد ماهر السيد وزياد شعبو وعام ٢٠١٩ استبعاد فراس الخطيب سابقاً خلال المسابقة نفسها.
يستحق السومة احتراماً أكبر من ذلك بكثير، فهو بالنهاية اللاعب والهداف والنجم السوري، لا عمر السومة فقط، لذلك إن كنت تريد استبعاده، كان على الأقل يجب أن تتصل به، تشرح له، وتفند له أسبابك، فهو قائد المنتخب وأكبر نجومه، واسمه لوحده كفيل بأن يحسب له ألف حساب فمن الذي يعرف كوبر مقابل اسم هداف آسيا التاريخي؟ وتبريره أن السومة لا يخدم فكره التدريبي لا يمكنه أن يقنع ولداً صغيراً يعرف أنه أفضل خيار بين جميع الأسماء المطروحة والأوضح كروياً، وأن استبعاده خسارة فنية كبيرة.
لا نريد القول أكثر من أن تتخيلوا أنه تم استبعاد السومة واستدعاء لاعبين في مركزه أقل منه فنياً وإعلامياً ونفسياً حتى أن القائمة احتوت على أسماء لاعبين انتهى تعاقدهم مع فرقهم في الدوري السوري ولاعبين على دكة الاحتياط في فرق تتذيل ترتيب الدوري فهل هذه هي الرؤية الفنية، وهل هذا هو الفكر التدريبي؟ للأسف فإن منتخبنا هو من سيدفع ثمن هكذا رؤية وفكر لأننا لا نفكر بما بعد كوبر.