مهولة ومفجعة مجازر الإبادة الجماعية في غزة الممارسة على الملأ الدولي، والعجز الأممي يتصدر بيانات القلق والخشية من تداعيات كارثية ومأساوية مرتقبة، فالمجرم طليق الأذرع العدوانية لا يهاب هيئة أممية تكتفي بالتأسف على إنسانية تنتهك وطفولة توأد بدم بارد في وطن مسلوب استبيح في وضح نهار التاريخ وقطعت أوصاله الجغرافية وحكم على أبنائه بالتهجير القسري أو الموت فرادى وجماعات.
ما يرتكب في غزة امتداد لـ7 عقود ونيف من الجرائم المتواصلة بفلسطين المحتلة، والعدو الموغل في دمويته يتوهم أنه كلما رفع سقوف إجرامه سيتمكن من تصفية القضية الفلسطينية، فيأتيه الرد صاعقاً كل مرة من أبناء الأرض القابضين على جمر انتمائهم أن القضية خالدة لن يشطبها تقادم ولن تذرو أوراق الحقوق رياح العربدة والتواطؤ الغربي، فهاهم يقدمون القرابين المقدسة على مذبح الهوية ويروون بطهر دمائهم عروق القضية.
يبحث نتنياهو عن نصر بين ركام إخفاقاته فيوغل بالمذابح لعله يطفو فوق أنهار الدماء المراقة ليرضي حكومته الإرهابية وشارعه العنصري ويطيل عمراً سياسياً نخره الفساد وبعثر أوراقه الطوفان المقاوم .
يتخبط نتنياهو في رمال الإخفاقات رغم مساعيه لترميم غطرسة تآكلت بتوسيع رقعة العدوان بالاغتيالات الجبانة والتفجيرات الإرهابية القذرة لترميم غطرسة تأكلت فيغوص أكثر في أوحال الهزيمة، فبالرغم من فداحة ضحايا إرهاب كيانه من النساء والأطفال وتعاظم معاناة الغزيين إلا أنه لم يحقق أي من الأهداف العسكرية التي أعلنها في بداية الهجمة المسعورة على غزة ولم يحقق أي “إنجازات” تخرجه من عنق زجاجة الفشل الميداني والاستخباراتي وانهيار عنجهية الكيان، والأهم والأكثر تأجيجاً لغيظه أنه رغم شراسة الهجمة الوحشية التي يشنها منذ ثلاثة شهور والـ45 ألف صاروخ وقذيفة وحمم النار المصبوبة على رؤوس الغزيين لم يعطب الإرادة في نفوس الفلسطينيين ولم تنل سهامه المسمومة من قلب التصميم بل زادهم نزيف جراحاتهم ثباتاً وإصراراً على اقتلاع أنياب الشر الصهيوني من جسد وطنهم، فسموم العدو الغاصب ترياقها مقاومة.