راغب العطيه:
يطول سجل الكيان الصهيوني الأسود يوماً بعد يوم بعدد جرائم الاغتيالات التي يرتكبها بحق الفلسطينيين وكل من يرفض وجوده في فلسطين والمنطقة، ولن تكون جريمة اغتيال المقاوم الفلسطيني صالح العاروري مؤخراً في بيروت آخر الاغتيالات، بل هي جزء من مخطط تنفذه قوات الاحتلال كل يوم وكل ساعة في الأراضي الفلسطينية منذ أن وطأت أقدام الصهاينة أرض فلسطين العربية، وهي تتصاعد اليوم في غزة وفي الضفة الغربية مع تصاعد حدة جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المتواصلة، والتي تستهدف بالدرجة الأولى الأطفال والنساء وكبار السن.
ومنذ انطلاق ملحمة طوفان الأقصى التي خلخلت كيان العدو، لم يتوقف الإسرائيليون عن التهديد بملاحقة قادة المقاومة أينما كانوا، وهذا بسبب طبيعة الكيان الإجرامية وامتلاكه “وحدة اغتيالات مختصة في هذا النوع من الجرائم” نفذت سلسلة واسعة من أكبر عمليات الاغتيال خلال العقود الماضية طالت العديد من القادة الفلسطينيين في الداخل والخارج، وكذلك لعلماء من مصر وإيران وقادة في المقاومة اللبنانية.
ولا يسعنا المقال للحديث عن جرائم الاغتيالات التي ارتكبها العدو الصهيوني خلال عمره الاحتلالي، ولكن نذكر هنا عدداً من أبرز الشخصيات التي استهدفتها وحدة الاغتيالات الإسرائيلية، منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي وبالتحديد عام 1972 حيث تم اغتيال الصحفي الفلسطيني غسان كنفاني بعبوة ناسفة في بيروت بكل دم بارد، وكذلك وائل عادل زعيتر ممثل منظمة التحرير الفلسطينية الذي اغتيل عند مدخل شقته في روما عام 1972، ومحمود همشري ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا عام 1972، وزهير محسن رئيس الدائرة العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية في فرنسا عام 1975، والعالم النووي المصري يحيى المشد في غرفته بفندق في فرنسا عام 1980.
وفضل الضاني نائب مدير مكتب منظمة التحرير الفلسطينية اغتيل في باريس أيضاً عام 1982، ومسعود عياد القيادي في حركة فتح بمخيم جباليا في غزة عام 2001، وجمال منصور القيادي البارز في حماس اغتيل في الضفة الغربية عام 2001، كما اغتيل إسماعيل أبو شنب القائد البارز في حماس بقصف استهدف سيارته في غزة عام 2003.
ويعد اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس وزعيم حماس باستهداف كرسيه المتحرك عند صلاة الفجر في قطاع غزة 2004 من أبشع عمليات الاغتيال التي ارتكبها العدو الصهيوني.
وتطول القائمة لتضم عبد العزيز الرنتيسي خليفة الشيخ ياسين في زعامة “حماس”، بقطاع غزة عام 2004، وعز الدين الشيخ خليل في دمشق عام 2004، وعدنان الغول من حركة حماس، في غزة عام 2004، وإحسان شواهنة القائد العسكري في حماس بالضفة الغربية عام 2004، ومبارك الحسنات نائب أمين عام لجان المقاومة الشعبية في فلسطين ومستشار وزير الداخلية في غزة عام 2007.
ولم يقف الإجرام الصهيوني عند حدود فلسطين بل طال العلماء الإيرانيين كما المصريين، فكان اغتيال العالم الإيراني فتحي زادة عام 2021.
وفي الختام تجب الإشارة إلى أن معظم عمليات الاغتيال التي نفذتها “إسرائيل” كانت خارج الأراضي المحتلة، فجميع دول العالم كانت مسرحاً للجرائم الإسرائيلية، الأمر الذي يجعل الإجرام الصهيوني يتجاوز كل الحدود ويدعمه في ذلك إدارات البيت الأبيض المتعاقبة وتقدم له جميع المساعدة والتسهيلات عن طريق وكالة المخابرات المركزية ال سي آي ايه وعملائها المنتشرين في كل مكان بالمعمورة.