بعد مضي خمسة عشر عاماً على إحداثها.. التقنين الكهربائي ونقص الكادر البشري المؤهل يضعف عمل مراكز خدمة المواطن في حمص
الثورة- حمص- سهيلة إسماعيل:
يعود إحداث أول مركز لخدمة المواطن في محافظة حمص إلى العام 2009 وآخر مركز في الشهر الثاني من العام المنصرم وكان في قرية خربة التين في ريف حمص الغربي، أي مضى على ذلك التاريخ 15 عاماً، والآن وبعد مضي هذه السنوات العديدة التي أصبح عددها في المدينة والريف 23مركزاً.
فهل أدت مراكز خدمة المواطن مهامها المعلنة بتخفيف الأعباء عن المواطنين واختصار وقتهم وجهدهم في حال أرادوا الحصول على خدمة من الخدمات المتعددة للمراكز؟ وهل اختصرت فعلاً الوقت والجهد في ظل ظروف التقنين القاسية للتيار الكهربائي المطبق في المحافظة؟ وهل ساهمت بمحاربة الفساد؟ وهل كانت نواة حقيقية وتمهيداً للحكومة الإلكترونية؟.
رئيس الفريق التنفيذي لمراكز خدمة المواطن في محافظة حمص المهندس عماد العيسى أشار لـ “الثورة” إلى أن المعنيين في المحافظة وفي مجلس مدينة حمص اتبعوا سياسة التوسع الأفقي بإحداث المراكز، فتم إحداث سبعة مراكز في المدينة توزعت في أحياء عكرمة والعدوية والحمرا والأرمن والكورنيش الغربي والوعر ومركز الخدمات العامة في مبنى المحافظة، أما في الريف بلغ عدد المراكز 16 مركزاً، وتمت مراعاة الكثافة السكانية وحاجة المنطقة والتوسع الجغرافي، إضافة إلى وجود شروط تأخذها اللجنة المركزية للمراكز في الوزارة بالحسبان، مضيفاً:”هناك مخطط وظيفي للمراكز ولايتم إحداث أي مركز إلا بموافقة الوزارة إضافة لوجود مراكز قيد التجهيز ليتم افتتاحها نهاية العام الجاري تشمل مدينة تدمر وتلدو في ريف حمص الشمالي الغربي وفي شين وأم حارتين الغربية.
ثقافة الشكوى
إن المراقب لعمل المراكز يكتشف عن كثب وجود تجاوزات تسيء لعمل المراكز وتنسف الغاية التي أُحدثت لأجلها وأهمها محاربة الفساد، حيث عرفنا من بعض المواطنين الذين رفضوا رفضاً قاطعاً ذكر أسمائهم أنهم ولكي يحصلوا على خدمتهم بأسرع وقت يتعرضون لابتزاز الموظفين في المراكز.
المهندس العيسى أفاد:” إذا حصلت بعض التجاوزات في مركز ما وأحس المواطن بالغبن من تصرف موظف ما فعليه أن يتقدم بشكوى، ونحن نعالج الشكوى بأقصى سرعة، ودعا المواطنين ألا يسكتوا على الخطأ وتقديم شكوى خطية بحق مرتكب الخطأ لتتم معالجتها لأن المراكز موجودة لمعالجة الفساد وخدمة المواطن، لكن للأسف هناك غياب لثقافة الشكوى لدى المواطن لعدة أسباب، مؤكداً احتمال حدوث تجاوزات في مراكز المدينة وليس في مراكز الريف.
خدمات متعددة
أما بخصوص نوعية الخدمات، أوضح رئيس الفريق التنفيذي لمراكز خدمة المواطن أن المراكز تقدم خدمات عديدة كخدمات السجل المدني “بيان عائلي- إخراج قيد- بيان وفاة، وخلاصة السجل العدلي” وثيقة غير محكوم ووثيقة غير موظف” إضافة إلى خدمات تسديد فواتير الكهرباء والهاتف قبل إلزام المواطنين بالتسديد الإلكتروني، ووصل إجمالي الخدمات المقدمة من قبل مراكز خدمة المواطن في الريف والمدينة خلال العام الماضي إلى مليون و235 ألفاً و754 خدمة، وعدد وثائق غير محكوم الممنوحة للمواطنين من ضمن عدد الخدمات الإجمالي إلى 40 ألفاً و980 وثيقة.
معوقات العمل
يعتبر التقنين القاسي للتيار الكهربائي المطبق في المحافظة من أهم معوقات عمل المراكز، إضافة إلى النقص الكبير في الكادر البشري المؤهل للعمل وخاصة في الريف، وتوضيحاً لهاتين النقطتين قال المهندس عماد:” تشهد المراكز ازدحاماً كبيراً في بعض الأحيان بسبب انقطاع التيار الكهربائي وعدم قدرة المستثمرين على تشغيل المولدات لمدة زمنية طويلة، ما انعكس سلباً على آلية عمل المراكز، لذلك عملنا على حل هذه المشكلة من خلال تجهيز بعض المراكز بالطاقة البديلة مثل مركز القبو وحديدة وخربة التين نور وقرية المشتاية في منطقة وادي النضارة وقرية الصويري ومدينة الرستن ومركز الكورنيش الغربي والحمرا ومركز القصير، وفي مركز قرية المشرفة قيد التجهيز، ونعمل على حل مشكلة مراكز الأرمن وعكرمة والعدوية، وإن ما أخّر تركيب الطاقة البديلة في جميع المراكز هو غلاء الأسعار وارتفاع التكلفة المادية، ويتم تجهيزها على نحو تتابعي وليس دفعة واحدة.”
أما بخصوص الكادر البشري فنحن نعاني من وجود نقص، ولاسيما في مراكز الريف، ونحن ليس لدينا هيكلية خاصة بالمراكز وجميع العاملين فيها هم من جهات عامة، لذلك نعمل دائماً على تأهيلهم وتدريبهم من خلال إقامة دورات تواصل اجتماعي وبرامج دعم فني عن طريق مديرية التنمية الإدارية في المحافظة.
تطبيق جديد وسريع
وفي ختام حديثه أشار المهندس العيسى إلى وجود تطبيق جديد وسريع على موقع يحمل اسم “معاملاتي” ويتضمن التقدم بطلب الحصول على وثيقة غير محكوم أو غير موظف من خلال الدخول إلى الموقع المذكور ليتم إرسال الوثيقة المطلوبة في اليوم التالي إلى منزل المواطن، منوهاً بأنه تم إحداث هذه الخدمة من خلال التنسيق والتعاون مع مديرية البريد للقضاء على مظاهر الازدحام والخدمة مطبقة في عدد من المراكز هي: المخرم والقصير والصويري وصالة خدمة الجمهور في مجلس المدينة.
تصوير: أحمد المعلم