الثورة-لميس علي:
منذ بداية العشرية الثانية من القرن الحالي، ظهر نوعٌ درامي أُطلق عليه دراما مشتركة.. وكان مسلسل “الإخوة” من أوائل هذه الأعمال المنقولة عن عمل أجنبي.. حينها، صُور كاملاً في الإمارات العربية..
ثم انزاحت رقعة هذا النمط إلى لبنان من حيث التصوير والإنتاج.. فكانت أعمال من مثل (لو، تشيللو) المقتبسة عن أفلام عالمية عولجت فيها النصوص لتتناسب، نوعاً ما، والمجتمع المنقولة إليه.
مع مرور الوقت، تنوّعت طرائق تقديم نصوص هذا النمط.. وبقيت تلقى ردود أفعال مختلفة.. يعتمد السلبي منها على كونها أعمالاً لا تشبه المكان الذي تدعي الانتماء إليه.
مع نهاية العشرية الثانية للقرن الحالي، ظهرت أعمال “معرّبة”.. وهذه تعتمد بالكامل على أصل (تركي) من حيث “النص، الصورة/اللوكيشن، المكان”، وهذا الأخير، المكان، يتمّ الإيحاء به.. بمعنى يدرك المتلقي تماماً أن التصوير في مواقع تركية غالباً، لكن يتمّ تزويرها على لسان الشخصيات على أنها مواقع في بيروت.
لمتأمّلٍ.. لمناخات النصوص الكائنة في كل تلك الأعمال.. لاسيما (المعرّبة) منها.. أن يدرك حالة تقزيم “تقزّم” دور الكاتب الذي لا يتعدى (النقل/النسخ) دون أن يُجهد نفسه بتقديم إعداد حقيقي.. ويبدو أن هذا مطلب شركات الإنتاج التي تبتغي الربح السريع ليس إلا..
فماذا عن النص..؟
وماذا عن وجود كاتب حقيقي..؟
مع مرور الوقت.. ومع تراكم تجارب هذا النوع سيؤثر على جودة النص السوري “المحلي”.. على أصالة القلم والفكر الذي يقدّمه صاحب هذا القلم وذوو المشروع عموماً.
لأنه، غالباً، سيتمّ إغفال جزئية كون النص “معرّباً”، وسيُذكر اسم كاتبه، أو بتعبير أدق، ناقله إلى العربية، سيُذكر على اعتبار كونه “سيناريست” إلى جانب أسماء جميع الكتّاب الآخرين المهنيين والحقيقيين.. وربما تآكلت الفوارق بين دراما محلية “خام” وأخرى مشتركة.. وثالثة معرّبة، لطالما رأس المال يضخ في سوق الإنتاج أي شيء يخدم مصالحه..
المهم.. أن لا تتآكل ميزة النص المحلي المشغول ببصمة سوريه “خام”.. وأن لا يتأثر ذووه بضحالة الأفكار التي تُعرض في الأعمال “المعرّبة”، والتي غالبيتها يستند على نمطية الموضوعات المقدّمة غير القادرة على الخروج من دائرة (الخيانة، الغدر، الانتقام)، كما في “كريستال، الخائن” وغيرها..
أعمال لا تستند إلى (إعداد) حقيقي، ويكتفي القائمون عليها باعتماد الأسهل والأجدى من حيث الربح المادي.. فكان النقل الحرفي وسيلتهم الفضلى لتحقيق غاياتهم.
باختصار.. يمكن توصيف الأعمال المعرّبة، وعجز نصوصها بمقاربة واقع البلاد المنقول إليها، بعبارة: (نصوص عرجاء.. والعكاز “عِيرة”).. لأنها أعمال نصوصها المعرّبة هشّة وضعيفة.. تتعكز نصوصاً بالأصل هي كذلك.