الملحق الثقافي- تغريد عارف ابراهيم:
وحزناً تٌدَنْدُنّيْ
لوكنتَ معي ذاكَ المساءَ
وأنَا أمْشيْ علىَ رصَيفيِ الشتائيِ…
والمساءَ مَستَسلمْ للرحيلٍ…
لتأكدّتَ……
أنّ لقلبي شفقاً سرمدياً
وليلاً لا يزول….
وصبحاً لا يجرؤ أن يقولَ وداعاً…
لعرفتَ أنّ الحنين بيننا
كانَ صوتاً مخنوقاً في بيادر الحياة
وجهاً هارباً في بحرٍ تثورُأمواجه …
تتوهُ فيه أحلامَ النجاة…
ماتَ الحنينٌ بيننا …
وأصبحَ الشرودُ على النافذةِ
لن يزيدَ النزيف إلاّ حسرة ..
وأيادي البشرُ تكسرُ ورودَ قلبنَا
فلماذَا إذاً…..؟
أُغنيّكَ فرحاً
وأنتَ ترسمنيْ على دفترك
عاشقةٌ لا تملكُ الأوراقَ الرابحةَ…
أُغنّيكَ فرحاً…
فترسمُنيْ شريدةٌ تفتّشُ بينَ أسرار الياسمينَ
عن شهقةِ الآهات المطمورةَ…
تبحثُ عن حفنةِ أمل سقطتْ في ذكرياتنا النائمةَ..
تنبشُ قلوبَ الأصدقاء
لتكتشف عملةَ الأيامِ الزائفة.
رُدّني إلى قرى الوجع
والعصافير الخائفة
والأشجار التي تجامل بالحياة
وتخفي عشقها المهدد بالرحيل
رُدّني الى تلك الدروب التي مشيناها معاً
علني أسترجع اسمي وعائلتي وبلدي…
رُدّني إلى فِنجَانِ القَهوة الذي اغتَالته
شَفتاَكَ ذات صباحاً….
رُدّني إليك َ وامنحني وردةً بدلاً من شوكةِ
وقصيدةَ حبِ بدلاً من رسالةِ فارغةِ
ياطفلَ في ليلِ الشتاء…
تُنَادي أمكَ….
تُنَادي…حتى يُدمي صوتكَ
تُنَادي…ولا يسمعْ صوتك إلاّ أنت…
يُغني الفرحُ للذين ضيّعوا أحلامهمُ..
لمنْ غرقوا فيه دونْ موعد…
لمنْ أتوا إليه ليطفئ أوجاعَ قلوبهم
ولم يعودوا…!
لماذا لمْ تطلق سراحَ الحزن المعلق على دربِ عودتي..؟
لماذا لا تضّمدْ أوجاعي بسماع صوتكَ صباحاً..؟
ماتَ الحنينُ بيننا …
وكلانا يفردُقلبهُ على حلمهِ المحترق…
يملأ جيوب أيامه بالفرحِ المرتبكِ..
يخيّم فوقنا غربان كثيرةً..
فأرحلْ شريداً تطاردها
وأرحلُ أنا حاملةً أوراق النوى
كأي عاشقةٌ حزينةٌ
ماتَ الحنينُ بيننا…
فلماذا إذاً…..؟
أُغنّيكَ فرحاً وحزناً تدندنني ..
وتنساني عصفورةُ وحيدةُ
تحتضرُ على أشجارِ التعب..؟
العدد 1174 – 16 -1 -2024