الثورة – فؤاد مسعد:
لميس محمد- ممثلة ومخرجة مسرحية ومدربة تمثيل للأطفال في عدد من الأعمال المسرحية والدرامية والسينمائية، قدمت مسرحيات للأطفال كتابةً وإخراجاً، جديدها “مدينة الأحلام”.
في حديثها لصحيفة الثورة تؤكد أن مشروعها الأساسي دعم وتطوير مسرح الطفل والتعامل معه على أنه مسرح احترافي.
حول آلية عملها في مسرح الأطفال، تقول: “أسعى لأن يكون المشاركون في هذه العروض من الأطفال، سواء أكانوا ممثلين أو مؤدين أو راقصين. فعندما يكون على خشبة المسرح طفل يصبح التواصل مع الطفل المتلقي أسرع، كما أن وجود الطفل على المسرح يحقق له جزءاً من أحلامه ومواهبه ورغباته، وبالتالي يمكن أن يسبب عدوى للطفل المتلقي ويحفزّه أكثر ليطور موهبته إن كانت في التمثيل أو الموسيقا أو الرسم”.
وتشير إلى أن الخطين الأساسيين اللذين تحاول السير وفقهما، هما دعم وتغيير وجهة النظر حول مسرح الطفل بالنسبة للجمهور، لأن هذه العروض عادة ما تكون هزلية وتعتمد التهريج أكثر ما تعتمد التواصل مع الطفل، فنجد خلطاً بين التهريج والترفيه للطفل .
أما الخط الثاني الذي تحاول السير وفقه فهو إنجاز عروض مسرحية تكون من الطفل وإلى الطفل. تقول: بناءً على هذين الخطين بدأت العام الماضي تجربتي الأولى عبر عرض “المشاعر الخمسة” وكانت جيدة، تعاونت فيهما مع دار الأسد للثقافة والفنون، واليوم نسجل التعاون الثاني عبر عرض “مدينة الأحلام”، والذي نسير فيه على الخط نفسه.
وتشدد على أنها لا تُخاطب الطفل من دون أهله، تقول: “ينبغي ألا نحد أولادنا بما سيكونون عندما يكبرون، ولنعطهم مساحة ليعبروا عن أنفسهم بعد أن يجربوا، فلكل مرحلة عمرية ما تضيفه لشخصيتهم التي ستتبلور فيما بعد.” وتبيّن أهمية أن يتم تقديم العرض بالمستوى الاحترافي المطلوب عبر التكثيف والتعامل مع التطور المتناسب مع الطفل الذي يتعامل اليوم مع شاشة الموبايل والتقنيات والكمبيوترات والغرافيك، ما يعني ضرورة مواكبة التطور .
وفي إطار حديثها عن الصعوبات أشارت إلى النظرة التي يتم التعامل فيها مع عروض الأطفال على أنها أقل أهمية من تلك الموجهة للكبار، والمفروض أن يحدث العكس تماماً، وتوضح أن هذه النظرة ينتج عنها معاناة ثانية مرتبطة بالميزانيات المادية التي تأتي أقل من الميزانيات المفتوحة لعروض الكبار. تقول: “التعامل مع الطفل حساس، وبالتالي ما نقدمه له ينبغي أن يكون مدروسا بشكل أكبر ويحتاج إلى جهد أكثر، وإلى ضبط مع إعطاء المساحة للطفل.”.
أما المقولات التي سعت إلى إيصالها في مسرحية “المشاعر الخمسة” فهي لفت النظر إلى أهمية تقبل مشاعر الطفل، فمن حقه أن يعيشها لأنها موجودة لديه. وعن الشبه بين عرضي “المشاعر الخمسة” و”مدينة الأحلام”، فأشارت إلى أنهما من تأليفها، واختارت فيهما موضوعات تمنح مساحة لخيال الطفل، كما سعت إلى مخاطبة الأهل، وكان فيهما ممثلون أطفال أو يافعون. تقول: “في العرض الأول دخلنا برحلة مع جنين عمره خمسة أشهر إلى أن أصبح في الشهر التاسع، وليس هناك من لديه معلومة حقيقية عما يحس به الجنين في هذه المرحلة، وكلنا لدينا فضول لمعرفة ذلك، فحاولت إعطاء مساحة للطفل كي يعبر فيها عن خياله ، والأمر نفسه في مدينة الأحلام فهي موجودة في مخيلة كل منا ولكنها ليست حقيقية.
يذكر أن المسرحية الدرامية الحركية “مدينة الأحلام” التي قامت بكتابتها وإخراجها، تستمر عروضها في دار الأسد للثقافة والفنون حتى مساء يوم الخميس، وتحكي عن طفلة تبحث عن حلمها، ويشارك فيها عدد كبير من الأطفال. دراماتورج بيترا جومر، سينوغرافيا محمد زهيري، تصميم أزياء ومكياج شغاف الشريف، تصميم الرقصات سارة لبنية، تصميم وتنفيذ موسيقي جواد وزان، تصميم غرافيك ندى غنام، فيديو مابينغ حمزة أيوب ومحمد يونس، تصوير وتوثيق طوني وهبي، تصميم بوستر سهى غانم.