الثورة – آنا عزيز الخضر:
تكمن أهمية الفنون الجادة في تقديمها خلاصة التجارب الحياتية، متمازجة مع تراكمات استثنائية، تبرز الرؤية الناضجة بين السطور ، والعبرة الثاقبة بين التفاصيل، وتبلورها في سياق مقترحاتها وعوالمها المنسوجة دراميا باتقان ودقة، كي تتمكن من ربط الأسباب بالنتائج، وهي الحقائق الراسخة، لأن أي حالة وأي نتيجة يصل إليها الإنسان، هي بفعل وتأثير واقع صاغها ولونها بلونه..
من هنا تأتي أهمية كشف الواقع بأشكال شتى، وهي مهمة الفن الأبدية عندما يتمسك بمسؤوليته، لذلك يحلق الإبداع عندما يتمكن من بلورة العلاقة المباشرة بين السبب والنتيجة، مقدما مقولة الحقيقة كما هي، وعبر كل مجال في التربية، السلوك، العلاقات الاجتماعية ، الإنسانية، وأي فعل حياتي، حيث يقايله رد فعله مثلما هو..هذه المعادلة جسدتها مسرحية “لو بعد حين” عن رواية ل” أجاثا كريستي” بعنوان (ثم لم يبق أحد).
العرض إخراج :محمد مروان إدلبي، وحوله تحدث قائلاً: تم تقديم العمل ضمن قالب مسرحي، يتأرجح بين التعبيري منه والرسائل المباشرة، يحمل العرض حكمة متداولة، هي ما يزرعه الإنسان يحصده ﻻحقاً، ويأتي اليوم الذي يرتد فعله عليه، وضمن هذا الخط تصور المسرحية وقائع جريمة قتل، وطريقة موت منفذيها بالتتالي، وربط طرق قتلهم مع قصيدة، كانت موجودة بالمنزل، الذي تمت دعوتهم إليه، ويقع في جزيرة مهجورة، ثم يحاولون الهروب من الجزيرة دون جدوى، لنكتشف فيما بعد أن القاتل واحد منهم، وهو القاضي، قام باستضافتهم وتصفيتهم واحدا تلو الآخر على ما ارتكبوه من جرائم، ليموت هو الآخر على أيدي أحد الأموات عن طريق الخطأ، لينتهي العمل بمقولة واضحة .. لو بعد حين…
فريق العمل:
إعداد الرواية: صلاح طاهر الذيل_ محمد مروان ادلبي،
تمثيل :محمد الشيخ- أحمد شعبان- سوسن إسماعيل- محمد فاضل- احمد عزيزة- جوانا كنجو – أحمد شوا – نجاة كاتبي – سعد لبابيدي – عبد اللطيف ادلبي.