الملحق الثقافي- خالد حاج عثمان:
الإعلام مصدر قياسي فوق الثلاثي للفعل الرباعي المتعدي( أعلم) ووزنه أفعل ووزن مصدره أفعل إفعال..أي تقديم الخبر ومثله/ الإخبار وفعله ووزنه ومصدره أخبر / أفعل إفعال.. والطفلي أو الطفولي نسبة للفئة العمرية للانسان بدءاً من الأشهر الأولى للولادة وحتى نهاية سن مرحلة التعليم الأساسي..وقد اصطلح على ذلك بالصف التاسع للتعليم الأساسي.. وبالتالي فالإعلام الطفلي أو الطفولي أو الموجه للأطفال فهو الإعلام الموجه للأطفال وينقسم إلى قسمين: إعلام يقدّمه الصغار للصغار بإشراف الكبار ومن أمثلته.. المقروءة كالجرائد الحائطية المدرسية ومنتجعات الأطفال ومعسكراتهم الطلائعية وأنديتهم وحدائقهم…والمسموعة الإذاعة المدرسية التي يعدها ويقدّمها الأطفال الموهوبون في ميادين الثقافة والأدب والعلم ووو.. وهناك المرئية كالتلفاز والسينما والمسرح والمعارض وأساليب اللقاء مع جمهور الأطفال فيما بينهم.. وغير ذلك ممايقدّم الخبر والمعلومة والفائدة وتزجية الوقت لجمهور الأطفال ..وهذه الوسائل والوسائط والأساليب تقدّم خدمات جليلة للطفولة وتحقق أهدافاً عديدة لاتخفى على أحد لاسيما المشتغلين في هذا المضمار ونقصد المعلم والمشرف والمنشط الثقافي… أماالنوع الثاني :من الإعلام فهو المنجز والمقدّم من الكبار/ إعلامييين..أدباء..فنانين…موسيقيين/ إلى جمهور الأطفال ووسائلهم في ذلك/ الصحافة..الإذاعة والتلفزيون الرسميان الحكوميان…أو أقنية المنظمات الشعبية التي تعنى بالطفولة كمنظمة الطلائع لتنجز يداً بيد مع وزارة الثقافة والإعلام والتربية واتحاد الكتاب العرب في سورية..النص أو الخطاب الإعلامي الممنهج المكتوب والمسموع والمرئي للأطفال ومن أمثلة ذلك ووسائطها/ المجلات الطفلية مثل أسامة..والطليعي..وشامة..وصفحات الطفولة في بعض الصحف السورية كالثورة والبعث وسواهما حينما كانت ورقية.. كذلك البرامج الإذاعية والتلفازية الموجهة للأطفال وهي كثيرة لكن للأسف غالبيتها أجنبية معربة ومترجمة مثل/ افتح ياسمسم/ في نسخته العربية الرائعة..مع تجارب خجولة في أغلب البلاد العربية..ومنها سورية كبرنامج الطلائع..وكانوا أطفالاً..ومع الرواد وغيرها… وحالياً دخل الحاسوب ومايقدّمه كوسيلة إعلامية ترفيهية وتعليمية ووو دخل بقوة ومعه الجوال ليسحب البساط من تحت أرجل أطفالنا ويأخذهم بعيداً عن القراءة والكتابة والإبداع المعرفي والمهاري بعد أن ساهم ولايزال في التبلد السلوكي والمعرفي والذكائي لأبنائنا… وصحيفة تطرح قضية هامة جداً عنوانها.. الإعلام الموجه للطفولة ،أو إعلام الطفولة ،( المقروء ، المرئي المسموع ، وسائل التواصل الاجتماعي الآن ) كيف نتعامل معه، ماذا يتابع الأبناء، ما سمات هذا الإعلام ،كيف نحمي أطفالنا من طوفان غزوه ..؟ بما نراه ويمكن تناول تجارب الإعلام السوري الموجه للأطفال – برامج أطفال – مجلة أسامة – شامة -.. حملنا قضايا هذا الملف ووضعناها بين أيدي معلمين ومثقفين وأدباء وإعلاميين وأطفال أيضاً…. وكانت المساهمات والاراء ووجهات النظروالرؤى والمقترحات مايأتي: -الإعلام الطفلي وتنمية الشخصية والقيم
تخبرنا عن هذا كله الأستاذة الشاعرة» عائشة السلامي «فتقول: يعتبر سن الطفولة من أجمل المراحل العمرية التي يمرّبها الإنسان عبر سني حياته وهي مرحلة مهمة جداً من حيث ترسيخ الأخلاق وبناء الشخصية الهادفة التي سيعيش بها الشخص مدى حياته… وتبدأ مرحلة الطفولة منذ ولادة الإنسان إلى أن يبلغ فيها سن الحلم و التمييز فمنهم من ذهب بانتهائها إلى عمرالاثني عشرعاماً و منهم من قال: إنها تمتد إلى عمر الثمانية عشرة عاماً وهو العمر الذي يتيح للشخص الانطلاق نحو الحياة العملية من خلال اكتسابه بعض المهارات أو إلى ما تمليه عليه موهبته ولكن علينا الالتفات لهذه المرحلة الحرجة من حياة أطفالنا إذ سيقوم عليهم بناء دولة وحضارة قادمتين لأنهم هم الكتف الذي سيحمل هذا العرش من الإرث الحضاري الكبير فكان لابدّ أن نعتني بتربية الجيل الصاعد من خلال البرامج التربوية الهادفة إلى تعزيز الإبداع و القيم الهادفة في حياة أولادنا من خلال البرامج المكرسة في المراكز الثقافية و المدرسية وكذلك عبر وسائل الإعلام و التلفزة ومراقبة المواد المطروحة من قبل لجان خاصة تعنى بالحالات النفسية للأطفال وجعل البرامج أو القصص أطروحات متداولة في المجتمع والابتعاد عن برامج العنف والإباحية التي تفسد النفوس و تحرق فيها جوهر الطفولة وكذلك على الأهل متابعة أولادهم فيما يتابعون اليوم عبر برامج الشبكة العنكبوتية و التي لا تفرق بين صغير و كبير وعليهم ربط حسابات أطفالهم مع حساباتهم الالكترونية ليتسنى لهم رؤية ما يشاهده أطفالهم والأهم تخصيص وقت محدد لهم عدم انصياعهم وتضييع كامل وقتهم في هذه البرامج اللامدروسة وعلى الأهل مسؤولية
اللعب معهم وأخذهم إلى الحدائق العامة لتفريغ طاقة اللعب لديهم وكذلك تندرج مهمة زرع مكارم الأخلاق تحت مهام الأهل لأطفالهم ومن هنا دعونا نطلق دعوة لجميع الأهل والقائمين على تربية الأطفال (كونوا أطفالاً مثلهم ) أي العبوا معهم ولاعبوهم تعلموا منهم و علموهم .. ساعدوهم في اكتشاف مواهبهم و حققوا لهم الجزء اليسير منها علموهم القراءة واقتناء القصص الهادفة المسؤولة عن تنمية وتطوير المهارات لديهم وما أكثر البرامج التي تعنى بمواهب الأطفال ابتداءً من رواد الطلائع إلى برامج التلفزيون وفي آخر المطاف أقول أطفالنا مسؤولية الجميع و علينا الاحتفاء بهم في كلّ المحافل لأنهم هم من سيأخذ بيدنا عند كبرنا..
– إعلام الطفولة عندنا في تراجع….
هكذا وسمت الشاعرة والمهتمة بمواهب الأطفال واكتشافها ورعايتها الأستاذة « دعد غانم « واقع الإعلام الموجه للأطفال عندنا وتتابع قائلة: عقل الطفل هو مخزون. مايشاهد ويسمع ويقرأ للأسف الشديد إعلام الطفولة في سورية في مرحلة التراجع لايفي بالغرض و بأهدافة السامية كالتوجيه والتعليم التعليم ليس بالمعنى التحصيل الدراسي وإنما التربوي تراجع وذلك بعد. غزو مواقع التواصل الاجتماعي الأسرة وانشغال. الآباء والأمهات وعدم مراقبتهم لما يشاهده أبناؤهم من فيديوهات وبرامج أطفال تحمل بجوفها الفكر العدواني الإجرامي الخارج عن قيمنا ونهج تربيتنا..و لحمايتهم من هذا كله علينا إشغالهم بهواية يحبونها كالخروج للنزهات واستحضار برامج ترفيهية تعليمية وتعزيز ثقافة القراءة وابتعاد الأهل عن وسائل التواصل الاجتماعي.. أو ترشيده وعدم وصوله إلى حدّ الإدمان..
– قدّموا لنا برامج أطفال وصحافة طفلية..
هذا الطلب قدّمه لنا الطفلان « رند والوليد محمد مكية من الصفين الرابع والثالث للتعليم الأساسي..وهم من الفئة المستهدفة في الإعلام الطفلي حيث قالا: نحن نهوى المطالعة في أوقات الفراغ نطالع المجلات أسامة..الطبيعي..ماجد..دنيا الألوان كما نتابع البرامج التلفزيونية / برنامج الطلائع ..ماجد..سبيستون..وغيرها من برامج الأطفال على التلفاز… تقدم لنا المجلات وهذه البرامج المعلومة المفيدة والأفكار والمتعة والتسلية والأشياء العملية كالأشغال والمهارات والموسيقا والغناء…والرسم والفصاحة والخطابة..وكلّ الهوايات المفيدة العلمية والأدبية. نتمنى بث برامج أطفال على التلفزيون وزيادة برامج الأطفال والمسابقات والمجلات..كما نتمنى أن يزداد الاهتمام بالإذاعة وجرائد الحائط والاحتفالات في مدارسنا..
– تجارب عربية في الإعلام الطفلي
الاستاذة ريم بولاهمي من الجزائر..تحدثنا عن واقع الإعلام الموجه للأطفال في بلدها: تقول: إن تحدثنا عن الطفولة فسوف نتحدث عن الطفل وكلّ مايهم الطفل باعتباره مادة خام، قابلة للتطويع حسب مكتسبات ومعتقدات ومبادئ وسلوكات البيئة المحيطة به..لهذا وجب علينا حماية الطفل أولا خاصة في السنوات الثلاث الأولى..علينا أن نبعد عنه وسائل الاتصال والإعلام حتى لا يتشوش ذهنه ويقع فريسة الشاشات الالكترونية. كما يجب علينا أن نراقب أطفالنا و لا نتركهم فرائس سهلة بين يدي الإعلام المرئي والسمعي وحتى المقروء .كما أن الإعلام ذاته مطالب بحسن توجيه الطفل بتقديم مساعدة تكون بناءة ومفيدة لا عكس ذلك.لأن الإعلام صار يشاركنا ويقاسمنا حياتنا اليومية. وعلى كل ولي أن يراقب أطفاله خاصة في مراحل نموهم الأولى ،
وأنا لا أرى داعيا لاقحامهم في مجال الإعلام ووسائل الاتصال الحديثة أصلاً.ففي تلك المرحلة يكون الطفل في حاجة إلى العطف والحنان والرعاية فلا التلفاز ولا الهواتف الجوالة قادرة على منحه التعاطف والتوازن العقلي بقدر حضور الأولياء في حياتهم قلباً وقالباً…حتى إن تقدمنا وتحدثنا عن أطفال المدارس فهم يحتاجون أحيانا إلى التوصل إلى معلومات شافية وكافية،كما يحتاجون إلى الاستماع من حين لآخر إلى برامج ترفيهية ممتعة،ولكن ليس إلى حدّ الإدمان على استخدامها ! من هنا يأتي دور العائلة أيضاً ، لا يجب ترك الطفل يبحر في الانترنت دون رقيب..لأن فيها ما يبعث الاشمئزاز أو يحب بالأخلاق أو يولد العنف وحب المغامرة وافتعال المشاكل. ومن خلال تجاربنا الخاصة مع الأطفال ووسائل الإعلام في عصرنا الحالي نلحظ أن هذا الأخير قد تمكن فعلاً من السيطرة على العقول وقد نجح في استقطاب الأطفال والشباب خاصة أكثر من بقية الشرائح العمرية. وهذا طبعاً يعود بالسلب على حياته ومزاجه وسلوكه بالإضافة إلى استغلاله المفرط من التأخرالمادي وبالتالي جعله يسيء إدارة حياته ككل. وقد نذهب إلى أكثر من ذلك حين نقول :إن أغلبية البرامج والفيديوهات تؤدي إلى انفلات في الأخلاق واستدراج الطفل الى بؤر التمرد والفساد…فوجب الحذر ثم الحذر فالطفل بذرة المستقبل بيده مفتاح حضارتنا العربية والإسلامية..
العدد 1174 – 16 -1 -2024