الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
تمشي في ممرات المنزل الواسعة
ولكنها تحمل ثقلاً في رأسها
منذ بضعة أشهر أدركت
حقيقة عواطفها المشؤومة
حينها غرس قلبها في طمي
لن يخرج أبدًا
الفرق
أنها اليوم باتت
تتعايش مع مرارة
لم تتوقعها يوماً
أنها تمشي في منزل
تعيش فيه صدى حياتها
في لحظة تمر كشريط أبدي
اختارته رغمًا عن كل شيء
وها هي تلتقط حصادها
في الأيام الأولى بدا أنها انتهت
إلى غير عودة
سيطرت عليها خيالات مريضة
أوهمتها أنها تعيش نهاية الكون
حين قفزت هاربة من كل شيء
القطط المحيطة بها
عملها، كتبها، حشائشها
تركت كل شيء ومضت
في البداية هالها سحر المكان
ولم تدع لها حرارة الطقس
أي عنوان
كأنها أذابت كل شيء من رأسها
كلما خرجت من جو المكيفات
تفاجأ بلهيب ينذرها
ألا تعود لكل ما كان
استجابت …!
مع مرور الوقت
نسيت كل شيء
وحين تعود الذكرى
مجرد ضباب
كتلك التي تخبط بها
وهي تسبح في الصباح الباكر
غارقة مع أحلام الأسماك الصغيرة
كأنها تعيش في عالمها الخاص
اعتقدت أنها انتهت
ولكنها مع أول خطوة
دخلت فيها إلى ذلك المكان
حيث الحشائش تحاصر المكان
شعرت بسور حديد
أصلب من أي وقت كان
وأقوى من أن تكسره
فهو متربص
عميق
طال أمده وتغلغل في تربة
عصية على الانزياح
العدد 1174 – 16 -1 -2024