الملحق الثقافي- ديب علي حسن:
لم يحدث عبر تاريخ التطور البشري أن كان الأطفال أمام رياح الغزو من كل حدب وصوب كما هم الآن عليه.
صحيح أنهم كانوا دائماً تحت مجهر التوجيه، وهذا ضروري بل يجب أن يكون ..فهذا يعلمه أهله الفروسية، وذاك الصيد والقنص، ومن حظه جيد يرسل إلى البادية ليتشرب روح الفصاحة وغير ذلك.
اليوم نحن أمام أمواج بل تسونامي موجه للأطفال منذ أن كان البث الفضائي وانتشار مئات المحطات التي تابعها الأطفال حتى يمكن تصنيف المراحل حسب برامج البث الفضائي من افتح يا سمسم إلى عصافير الجنة وكرندايزر والكابتن ماجد ولينا وسنان إلى ما فيها اليوم.
يضاف إلى ذلك الآن عالم الإنترنت وما فيه …
ولن ننسى الكتب والقصص الموجهة للأطفال التي كانت ملاذهم قبل الانتشار التلفزيوني..
وهنا نشير إلى تجربة سورية الرائدة في مجلتي أسامة وشامة..وهناك تجارب عربية مهمة مثل: العربي الصغير ..
في ملفنا اليوم أردنا سبر واقع الإعلام الموجه للطفل ما له وما عليه.
ولكن للأسف يبدو أن البعض مازال يخلط بين مفهوم أدب الأطفال والإعلام الموجه لهم، وهذا خطأ يجب ألا نقع فيه، فالفرق كبير وشاسع.
وبكل الأحوال أطفالنا أمام تحديات الاختيار وغالباً هم غير قادرين على ذلك، ولابد من العمل على توجيههم نحو النقي والنظيف من الإعلام وبطرق جذابة تشدهم وتلبي رغباتهم، وهذه مهمة ليست سهلة لا في التوجيه، ولا في الرسالة الإعلامية.
العدد 1174 – 16 -1 -2024