الفنان أيمن السليم: أتنقل بين الواقع والخيال

الثورة – عبير علي:
يتنقل الفنان الشامل أيمن السليم بين سورية ولبنان خلال عمله في الرسم والنحت، ولقد أنجز في السنوات الأخيرة، مجموعة من الأعمال الفنية الكبيرة، من ضمنها نصب تمثال السيدة العذراء، الذي بلغ ارتفاعه ستة أمتار.
ولإلقاء الضوء على مسيرته الفنية الطويلة كان الحوار التالي:
* هل ترسم من الخيال أم من الواقع؟
لقد ساعدتني خبرتي التقنية التي اكتسبتها خلال سنوات طويلة، إلى ملاحقة أدق درجات الدقة في الرسم الواقعي والنحت معاً، كما كنت أبحث ومنذ بدايات انطلاقتي الفنية، عن ينابيع الرسم السريالي في لوحات أخرى، وهذا يعني أنني أتنقل بين الواقع والخيال، وفي كلتا الحالتين أبحث عن جوهر العلاقة المدروسة والمتوازنة بين العناصر والأشياء .
* تُجسد في العديد من منحوتاتك رموز الثورة والاستقلال الوطني، ماذا تضيف؟
تجسيد الشخصية يتطلب المزيد من الدراية والجلد والتأني والصبر الطويل، كما أن تجسيد الشخصية التاريخية يتطلب البحث والتنقيب عن الصور الأصلية والنادرة، والإحاطة الكاملة بحياة الشخصية، ومعرفة الحالة النفسية التي كان يتسم بها، والعمل على إظهارها وإبرازها في المنحوتة المجسدة بالأبعاد الثلاثة.
* كيف تنظر إلى التراث الحضاري، وكيف تستعيده في أعمالك الفنية في اللوحة والمنحوتة معاً؟
في العديد من أعمالي الفنية اتخذت الواقع والرمز والتاريخ مدخلاً لتسجيل فن واقعي بروح محلية، وقدمت لوحات فسيفسائية في هذا المجال دمجت فيها، بين معطيات التاريخ السوري وتوجهات الحداثة، ومن خلالها تجاوزت الرؤية التقليدية في خطوات تجسيد العناصر والأشكال، وبصياغة فنية تنتمي إلى روح اللوحة الحديثة، التي تحفظ خصوصيات التاريخ الحضاري المترسخ في الذاكرة والوجدان معاً.
فالرؤية الفنية التي قدمتها، في تنويعاتها المتعددة، هي دعوة صريحة للحفاظ على تراث قديم اكتسبته الأرض السورية خلال آلاف السنين، كما أنّ تأمل لوحاتي ومنحوتاتي وأعمالي الفسيفسائية وغيرها ، تعيدنا إلى التماس بعض تأثيرات الفنون القديمة والحديثة معاً.
* هل هذا يعني أنك ضد الفن الانطباعي والتجريدي؟
أنا انطلق في تجسيد الأشكال المختلفة، من خلال تقيدي بأدق درجات الدقة في الرسم الواقعي والسريالي، البعيد كل البعد عن اللغة التجريدية السهلة، وهذا لا يعني أنني ضد الفن الانطباعي، الذي مارسته في مراحل سابقة.
* كيف تحقق خصوصيتك وأسلوبك في الفن التصويري والنحت الواقعي؟.
** بالرغم من انحيازي نحو التعبير الهادئ وإلى المشهدية البصرية التي تحقق عناصر الواقعية القصوى، فأنا أعبر في هذه الأعمال عما يجول في أعماقي من مشاعر وأحاسيس، ومواضيعي المطروحة على هذا، رغم دقتها وواقعيتها المفرطة، تبدو مرتبطة بشخصيتي ومشاعري الذاتية، وهذا ينطبق على أعمال المدرسة الكلاسيكية التي تكرست في الفن عبر مئات السنين، حيث نجد التباينات والأساليب المتنوعة والخاصة بكل فنان على حدة في الرسم والتلوين معاً، كما كان لكل نحات كلاسيكي ينتمي إلى عصر النهضة وبعده أسلوبه الخاص في التعبير عن موضوعه ورؤيته الفنية، وفي معالجة الأشكال وتجسيدها في الأبعاد الثلاثة.
ومنذ بداياتي أعجبت بفناني عصر النهضة من أمثال مايكل أنجلو وليوناردو دافنشي، وعملت على الاستفادة من طريقتهم في صياغة التفاصيل الصغيرة والدقيقة، كما لفت نظري ومنذ البداية لوحات رائد الفن السريالي سلفادور دالي، وخلال زيارتي لبعض المتاحف الأوروبية، توقفت وتأملت طويلاً أعمال كبار الفنانين القدامى والمحدثين، وهكذا تابعت في أعمالي صياغة التفاصيل الصغيرة والدقيقة، التي أحبها، منذ طفولتي، ضمن تمثيلات خيالية فيها امرأة أو حيوان أو فراشة أو سمكة أو ثمرة أو نبتة.

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً