الثورة – إعداد ياسر حمزه:
لا يعرف من القائل الأول لجملة «الصديق وقت الضيق»، لكن بسببها، ربما، خسر كثير من الناس أصدقاءهم، لأنهم لم يقفوا معهم في وقت ضيقهم، ولم يترجموا تلك المقولة لواقع ملموس. فهل حقاً تصدق هذه المقولة؟!
ماذا لو كان صديقي في وقت ضيقي يمر بضيق مماثل، وبالتالي لا يستطيع أن يقف معي ذلك الوقوف الذي يترجم حقيقة صدقه وصداقته لي.
وربما وجدت أن بعض من يسعفهم الحظ ليقفوا معك في وقت ضيقك ليس هم بالضرورة أولئك الأصدقاء الحقيقيون، بل ربما الظروف منحتهم على طبق من ذهب فرصة ذلك الوقوف.
من الظلم أن نجعل العبارة السابقة معياراً للصداقة الحقيقية، فهناك أشخاص مولعون بأوقات الضيق. يحبون أن يكونوا قرب المآسي والدموع والمشاكل.
وربما منحوك أقصى ما يستطيعون من تعاطف، وأقصى ما يستطيعون من أفكار وحلول، ويظهرون حبهم لك أكثر عندما تواجه مشكلة ما، بينما عندما تبتسم لك الحياة فإنهم ينسحبون بغضب صامت دون أن تعرف السبب!.
هناك أصدقاء تقتلهم الغيرة من نجاحاتك ويسوؤهم كثيراً فرحك، لذا هم يهربون من الساحة تاركين إياها للصديق الذي ليس في وقت الضيق. لذلك الصديق هو الذي يفرحه فرحك ويسره نجاحك.
تحتاج منّا بعض الأحكام العامة إلى تروٍّ وحكمة، فليس من العدل أن نحكم على علاقة إنسانية من خلال مقولة شائعة، ونجعلها شرطاً للصديق الحقيقي دون أن نتساءل, لماذا فلان يقف معي في هذه اللحظة الحزينة بالذات؟ ولماذا يهرب من أن يشاركني في تلك؟ أو العكس ؟!
عندما تجد إجابات منطقية ومقنعة لتساؤلاتك، بالتأكيد لن تكون أحكامك على أصدقائك بناءً على قانون مُعلّب ومستهلك، تداوله الكثيرون وحفظوه جيداً وعملوا به ليكونوا من أولئك الأصدقاء النبلاء، بينما النبل منهم براء.