ليست مهنة المتاعب ولا الحبر الذي يعطر من يعمل بها ..بل هي أبعد من ذلك هي مهنة صناع النور الذين غالبا ما يمضون وقد شح نور عيونهم لأنهم بذلوه للآخر ولكن ما الحصاد؟
لا يسألون أنفسهم هذا السؤال أبداً لأنهم مؤمنون أن ما يزرعونه لابد أنه سيؤتي ثمره مهما طال الزمن. هكذا هم الصحفيون السوريون الحقيقيون لا الدخلاء على المهنة ممن يظنون أنهم عباقرة الزمن.
خلال الشهر الحالي فقد الوسط الإعلامي مجموعة من الزملاء الإعلاميين وهذه سنة الحياة.. ولكن اللافت أنك تبحث عن سير ذاتية لهم على الشابكة وهم كانوا مميزين في عملهم فلا تجد .. لكن ابحث عن سيرة مطرب من الدرجة الألف فسوف تجد صفحات وصفحات.. التقصير واضح وجلي ولسنا بصدد اتهام أحد ولكن ماذا لو أن اتحاد الصحفيين أو كل مؤسسة إعلامية أنشأت على موقعها حقلاً خاصاً يسمى دليل الأعضاء أو العاملين فيها يقدم معلومات موجزة عنهم ويتم تحديثه باستمرار.. يكون بمثابة بنك معلومات لمن يريد ..
فمن غير المعقول مثلاً ألا تجد سيرة ذاتية للراحل هاني الخير أو عميد خولي أو عربي العاصي. وهم من هم في العمل.
مشكور اتحاد الصحفيين أنه ينشر سير ذاتية على صفحة الشؤون الاجتماعية لكن هذا غير كاف وقد لا يعثر عليها محرك البحث.
هي دعوة قديمة تتجدد لتوثيق ما يمكن توثيقه من محطات من حياة إعلاميينا الفاعلين ..ومن المحزن أن تقفز إلى الذهن مقولة البير كامو ( مجد الصحفي ).. ترى لماذا لا نعمل لأن يكون ذكره دائماً بالتوثيق.
لقد مضى من مضى منهم وهذا مسار محتوم للجميع .. الكل ماض ولعل اقتباسنا العنوان من الشاعر الراحل نديم محمد ( رفاق يمضون ) يكون إشارة إلى خلود من يتم التوثيق لهم لأننا في عصر الذاكرة الغبارية التي استبعدت حتى ذاكرة الورق.. هل تفعل جهة ما ..؟.