الملحق الثقافي-سعاد زاهر:
أكثر ما نحتاجه في هذا الظرف الاستثنائي، الحوار بهدف الوصول إلى المشترك في حال الاتفاق، أو تقبل الاختلاف بمرونة تجعلنا نتفاعل مع وجهات نظر مغايرة، حتى لو كانت أنماطنا الفكرية مختلفة، الأمر الذي يسهل التقارب والتعايش ويهمش صعوبات الخلاف التي تجعلنا ندور في حيز مغلق غير قادرين على تجاوزها لو استمرت.
ماهي السياقات التي تمكننا من إنعاش حوار ثقافي مختلف…؟
وهل سنتمكن في هذا الوقت المتخبط تكنولوجياً، من صياغة مفاهيم وتصورات تغني حوارنا الفكري…؟
وهل سنتشابه مع منظومات فكرية وقيمية عاشت الوضع ذاته من التأزم، ومن ثم سعت نحو الانفراج الحتمي الذي تفرضه سيرورة الحياة وطبائعها الحتمية…؟
يستلزم إنعاش الحوار التبادل الفكري والانفتاح والتفهم العميق لآراء الآخر بهدف خلق حالة تكون كسند للارتقاء بنا نحو حالة فكرية نحتاجها في هذا الزمن المتهالك فكريًا.
إن ما نعيشه اليوم من صيغ هشة لحوارات نتابعها تبقى عاجزة عن ابتكار تغيير يمكنه أن يعيق تقدم الأزمات، لا ننكر أن المحاولات تحاول التواجد بقوة…
ولكن ألا يحتاج من يقود الحوار إلى سواتر ثقافية وفكرية متينة اشتغل عليها تراكميًا ومعرفيًا عبر وقت طويل، ليمسك بسلاسة الحوار الجمعي وصولاً إلى خلاصات إن لم تتبناها الجهات المعنية، أو تصر على الأخذ بها، ستنفلت تلك الأفكار وتتلاشى في الهواء وكأنها لم تخرج أساسًا من الأفواه.
العدد 1175 – 23 -1 -2024