الملحق الثقافي-رنا بدري سلوم:
قد لا يكون سؤالاً وجواباً، بل حديث الروح وارتجال الموقف مع الحفاظ على مساحة آمنة، لطرح الرأي بلا خوف أو تردد، ووضع النقد على طاولة الحديث وفضح خبايا الفكر، ولاسيمّا في المشكلات الثقافيّة التي تستغرق وقتاً طويلاً لا تكفيها ساعة محددة أو سطور معدودة.
الحوارهو كشف المستور، والوصول إلى معلومة لم يكن ليقولها المتحدّث، والولوج إلى معالم شخصيته بطريقة مرهفة مبتكرة، بعيدة عن التقليد الأعمى الذي يخلق السؤال لسماع الجواب المتوقّع، ومن هنا لابدّ أن ندرك أساسيات لغة الحوار، لكسب العقل والقلب في آن معاً، فلا تستطيع أن تستكشف مكامن شخصية تقابلك دون أن تتعلّم تلك اللغة، وكأنك تكتشف منجماً من ذهب، وخاصة حين يتبادر إلى الذهن حوار الثقافة والمثقفين.
الحوار لا يأتي من العدم أو بطريقة عبثية، بل تحضيرالمعلومات الكافية عن الشخصية الثقافية التي تقابلك أمراً صعباً آنذاك، أما اليوم وفي عصر العالم الرقمي، جمع المعلومات بات سهلاً، بوجود الأرشفة الإلكترونية، ومع ذلك يفقد الكثير من المحاورين جاذبية الحوار لاعتمادهم على نسخ ولصق السؤال وعدم البحث بما هو جديد في الشخصية الحوارية، لا حوار يشدك تستثنيه عن الآخرين والتجارب في الحقل الثقافي حدث ولا حرج، لأن معظمهم يبحثون عن مساحة آمنة بعيدة عن رجع الصدى وحذف المحظور والمساس بالخطوط الحمراء لكل شخصية تقف على طاولة الحديث الثقافي.
العدد 1175 – 23 -1 -2024