في كل مرة يتفاقم الاختلاف بينهما ويتحوّل خلافاً.. تُعيد على نفسها السؤال عن سبب سعادتها ورغبتها بوجوده
هل سعادتها حقيقية..؟
هل رغبتها فعلية وأصيلة..؟
تلقائياً.. تأتي إلى ذهنها كل الأفكار التي سبق وناقشت سبب رغبتنا بالآخر.
بحسب صياغة “أندري كونت سبونفيل” لفكرة “سبينوزا” فنحن (لا نرغب في شيء لأنه حسن، بل على العكس لأننا نرغب فيه نحكم عليه بأنه حسن).
بدوره “جاك لاكان” تساءل: هل نحبّ الشخص لذاته أم لصفاته؟.
أما أكثر الأفكار مشاكسةً والتي تحبّها، تتلخص بما ذكره “سلافوي جيجك”: (نحن لا نريد حقاً ما نعتقد أننا نرغب فيه).. كأنه يومئ إلى استعمال العقل، ويؤكّد (الناس لا ترغب أو لا تريد السعادة حقاً).
هكذا هي بمواجهة (الإرادة، الرغبة، والحبّ)..
هل تريده.. أم ترغب به.. أم تحبّه..؟
بمقدار ما يبدو جواب السؤال الأول عقلانياً.. يتماهى الاثنان الآخران مع العاطفة.
عادةً ما تحاول تحقيق التوازن بين الاثنين (الإرادة والرغبة)،(العقل والعاطفة).
تختلّ كفتا ميزانها لبعض الوقت.. تتأرجحان.. تتمايلان..
ولطالما اختلطت لحظاتها بسعادةٍ ومتعةٍ غير مضبوطة، أثناء تقلّبات أحوالها وجنون أفكارها وتمايلاتها ما بين النقيضين (العقل والقلب).
تميل مع هذه الكفة قليلاً، لتعود وتنظر إليها من الجهة المقابلة.
هي في تنقّل دائم ما بين الضفتين.
تختبر إحساسها جيداً.. تتفحصه وتراقبه مع كل اتجاه تدور إليه إرادتها، انتظاراً لدور رغبتها..
أحياناً كثيرة، تُطيل أمد ميلان إحدى الكفتين وترقب نفسها عن بُعد.. كأنها تضعها تحت عدساتٍ مكبّرة..
وفي كل ذلك تحاول أن ترى ذاتها بعيني الآخر.
تتأملها.. وتقرؤها بتأنٍ.. إن كان بأداة العقل أو القلب.
كأننا نفترش تجاربنا وعلاقات حبّنا وصولاً إلى أعماق أنفسنا المحبّبة.
فمن هو ذاك الآخر القادر على إعانتنا في ضبط ميزان تقلّباتنا كما يجب؟.