الثورة-عبير علي:
علاقة قوية تجمع بين القصيدة الشعرية واللّوحة، هذا ما بدا جلياً في لوحات الفنانة التشكيلية والشاعرة خلود كريمو، التي أكدت أن المسافة بينهما قريبة جداً، فاللوحات الفنية قصيدة مكوناتها الخطوط والألوان أيضاً.
المتمعن في لوحاتها يلاحظ اهتمامها بكل حالات “البورتريه” الوجوه والعيون، فهي تعتبر أن كل حالات الشعور تُترجم عن طريق الوجه والتعابير، إذ كانت تقرأ الوجوه من خلال العيون، وهذا ما يفسر تركيزها على العيون في معظم لوحاتها، لتنتقل بعدها إلى عدة وجوه متداخلة تمثل المرأة.
وفي حديثها لصحيفة الثورة أشارت إلى أنّ المرأة في أعمالها تجسّد الوطن، وكل حضور لها في الفن التشكيلي يعني عوالم غارقة في الجمال والألوان والعلامات والأفكار والمجازات السردية التي تحاكي الخيال والطبيعة والواقع، لهذا هي تنحاز للمرأة بشكل خاص التي تستحق ذلك، فقد كانت حاضرة بقوة في الحرب وبمختلف الظروف التي مرّ بها بلدنا الحبيب سورية، سواء كأم أو زوجة شهيد أو حتى أخت.
المرأة في لوحات الفنانة كريمو هي الوطن، كما قالت عن آخر لوحاتها التي استخدمت في رسمها الألوان الزيتية، والتي تنتمي إلى المدرسة التعبيرية.. هي عبارة عن عدة وجوه للمرأة التي تجسد الوطن الذي يحتضن أبناءه، ونلاحظ هنا “وجه يحتضن الجسد”، كما الوطن الذي يحتضن أبناءه، وكما الأم التي تحتضن أطفالها، وإشراقة النور تنبعث لتضيء هذا الجسد، وتمده بالسلام والدفء و الطمأنينة، وتشدد على أن لكل فنان بصمة ورسالة كما أن للمتلقي الحق في قراءة مختلفة.
وحول العلاقة التي تربط بين اللوحة والقصيدة عندها أجابت: “هي علاقة تكامل، فعندما يكون هناك دافع أو شعور ما بداخلي وأستطيع التعبير عنه بالقلم أفعل فتكون القصيدة. وعندما يكون الشعور أقوى من التعبير بالكلمة ألجأ للريشة، وفي الحالتين الإحساس هو الذي يقودني للريشة أو القلم”.