الثورة- فؤاد مسعد:
يبدو أن المثل الشعبي “على نفسها جنت براقش” بات ينطبق إلى حد بعيد على ما يقوم به العدو الصهيوني في فلسطين المحتلة، فبعد سلسلة طويلة من الأكاذيب وعمليات التضليل، ومحاولته كل مرة تلويح العصا في وجه من ينتقده، ما أدى إلى حالة صمت غربي عن جرائمه، كُشفت اليوم حقيقته أمام الرأي العام بصورة يصعب ترقيعها، فقد كسرت حربه على غزة الصورة التي سعى إلى ترسيخها عبر سنوات كثيرة لأن “الشمس لا يحجبها غربال”.
كسب الفلسطينيون محبة وتعاطف الناس في كل مكان، الحالة التي تُرجمت عبر مناحِ عدة، فقد تناقلت وسائل الإعلام فيديو لفنان بولندي صوّر من خلاله وحشية العدو الصهيوني وتعامله مع الأطفال والرضع مُظهراً بشاعته وحقيقته التي يحاول إخفاءها أو طمسها دون جدوى.
لم يكن الفنان البولندي إلا مثالاً تكرر بصور مختلفة في العديد من الدول، فقد انتشر فيديو لرجل أميركي صور نفسه، وهو يوجه كلامه «لإسرائيل» مؤكداً أنها بأفعالها “حررت الشعب الأميركي من قبضتها وبات الناس ينتقدونها دون خوف”، حتى إن العالم كله يتحدث عما ترتكبه من فظائع، يقول لها: “أريد أن أشكرك على توحيد العالم كله لدعم الشعب الفلسطيني، لقد أظهرت للعالم من أنت حقاً”.
على الطرف الآخر نجد فنانة وصانعة أفلام إسرائيلية تدعى “يولا بينيفولسكي”، تقطن منذ 23 عاماً في تورنتو بكندا، خرجت عبر فيديو لتعلن تخليها عن الهوية الإسرائيلية بسبب الحرب على غزة، مؤكدة جدّية خطوتها وسيرها في الإجراءات الرسمية لذلك، مشيرة إلى أنها كانت تفكر بالموضوع منذ أن علمت حقيقة تاريخ إسرائيل، وهو التاريخ الذي لم يعلموها إياه في المدارس، أما لماذا قامت بالخطوة الآن فتجيب “فعلتها رداً على اعتداءات «إسرائيل» المروعة على غزة، وبسبب أعداد الضحايا التي وصلت إلى أبعد من كارثة”.
كلها أمثلة تُعتبر غيضاً من فيض، ظهرت بعفوية عند كثيرين لمسوا الحقيقة، ولم تعد تعمي أعينهم الدعاية الكاذبة، هي أصوات انطلقت من مختلف بقاع العالم داعمة للقضية الفلسطينية وتنادي بالحق.