التّحوّلات الثّقافيّة للرواية

الملحق الثقافي- محمد خالد الخضر:
الرواية جنس أدبي يمتلك مقومات تخصه وحده ,وهذا الجنس يرتكز على وجود موهبة.. لا تختلف عن مواهب الأجناس الأدبية الأخرى كالشعر والنقد والبحث، وعندما يتعاطى معها المتلقي يشعر بأثر كبير مبسط يحمله إلى واقع آخر بقصد المعرفة والعمل على إضافة جمال إلى المجتمع أو رد شر أو إصلاح غلط.. وثمة أمر لابد من الإشارة إليه.. إن المحاولات كثيرة لكتابة الرواية ويخيل لبعضهم أنها في المتناول ،ولكن الوقع هي سهل ممتنع لا تأتي ببساطة فالموهبة أيضاً تحتاج إلى تنميتها بالمعرفة والثقافة والمثاقفة والاطلاع، وفي هذا النهج .. تمكن عدد من الأدباء في الماضي القريب أي في العصر الحديث أو ما يسمى بالحديث من الوصول إلى العالمية وتثبيت انتمائهم الثقافي وهوياتهم في سجلات التاريخ.. ومن هؤلاء عدد من السوريين مثل:عبد السلام العجيلي الذي ترك الفرات يذهب معه إلى الأزل دون أن يسأل قارئ أو ناقد أو متلق ماذا يحمل من شهادات علمية ظلت في أوراقه المخبأة بدرج ما وخاصة عندما يصدر جديده الأدبي ومبتكره الصادر، وأغلب المتواجدين في الوسط الثقافي على مختلف الأشكال الأدبية وأجناسها التي يكتبونها يعرفون الهوية الأدبية لحنا مينا الذي كان البحر رفيقه في كل ما ذهب إليه من رؤى مختلفة ومتنوعة طرح من خلالها مواضيع وإشكالات كثيرة عبر أيام مر فيه المجتمع السوري بتناقضات حياتية . ولا يخفى على مثقف فارس زرزور وأنيسة عبود وآخرون وهم كثيرون أتوا إلى أماكنهم بلا تكاليف ولا صعوبات وكلما قرأ إنسان رواية لواحد منهم اكتسب معرفة جديدة وعرف شيئا يحس أنه يحتاجه، وفي فترة ألق الرواية كان الشعر حينها محافظاً على هويته وكل جنس أدبي منهما له قيمته ومكانته ويظهر من الشعراء من يمتلك مكونات الموهبة الحقيقية التي تتمكن من التعامل مع الذائقة الشعبية الثقافية والوجدان الذي ينقي الشعر من تشويهات المؤامرات، وعلى حين توسعت دوائر المؤامرات على الهوية الثقافية وصارت الأشكال والأنواع تأخذ طابع الاستعراض والقدرة على التسرب والوصول ضعفت الأجناس الأدبية كلها وانعكس الأمر على الرواية بعد وصول الشعر إلى حاله المخيف . وبعد أن دخل إلى الوسط الثقافي عدد ليس قليلاً في تجارب مختلفة ركز معظمهم على كتابة الرواية وأكثر النساء التي كتبن السجع والكلام المصفوف المنتهي بروي واحد دون معرفة ماهية التجربة اللواتي تركت الحال بعيد عن الشعبية الثقافية .. أصبحن الآن روائيات وليس هذا فحسب بل استطعن الوصول إلى مواقع وصحف عربية متنوعة لعب الشكل الجمال دورا كبير في اختيارهن على صفحات ومنها ما هو مزيف ومزور تماما كالشهادات التي تمنح بلا رادع، وإذا سلطنا الضوء على كتاب الرواية وأغلبهن نساء نجد أنهن خضن تجربة كتابة الشعر وبعد وصولهن إلى انعدام الجدوى اخترن الرواية والعريب وصت منهن كثيرات إلى جوائز وشهادات مع وجود ما يملأ الصفحات وأماكن الثقافة بأخطاء مخيفة .. ويكتفي الكتاب بالتنظير والتقييم الخرب والمجاملة المخيفة وتصل هذه الظاهرة إلى أغلب النقاد وأغلب المحكمين في لجان التقييم الذي لا يفرقون بين النقد والبحث وهذا وجدنا بأعمال فازت بمسابقات وتم اختيارها لتكريميات متعددة، ويقتصر هؤلاء على التعاطي مع الشعر فقط بما يخص المنابر لأستشهد بواحد منهم يملأ الساحة ويشغلها وعندما وجدت الروائي والنقد ووو يقدم ويدير لقاء ثقافياً خرب الموسيقا والمعايير واللغة.. وبعد أيام ليست بعيدة كان عضواً في لجنة انتقاء وتحكيم على غاية الأهمية، فتحتاج الرواية الآن إلى كثير من التمسك بالمهوبة وحمايتها على أن تكون الموهبة ماثلة إلى جانب غيرها والالتزام بالحث عن المعرفة وتصدي الإعلام إلى محاولة تخريبية مهما كان الظرف صعباً.                       

العدد 1176 – 30 -1 -2024    

آخر الأخبار
مشاركون في معرض دمشق الدولي لـ"الثورة": عقود تصدير وجبهات عمل من اللحظة الأولى  معرض دمشق الدولي .. عندما تحوك سوريا ثوب السياسة بخيوط الاقتصاد  توطيد التعاون التربوي مع هيئة الاستثمار السعودي لتطوير التعليم الافتراضي  د. أحمد دياب: المعرض رسالة اقتصادية قوية ومهمة  د. سعيد إبراهيم: المعرض دليل على انتعاش جميع القطاعات "نشبه بعضنا" أكثر من مجرد شعار.. الجناح السعودي يتألق في معرض دمشق..  بعد استكمال إجراءات فتح طريق دمشق- السويداء.. دخول أول قافلة مساعدات أممية إلى المحافظة محمد كشتو لـ"الثورة": المعرض نافذة حقيقية للاقتصاد السوري "المالية" تطلق "منصة الموازنة" لتعزيز كفاءة إعداد الموازنات الحكومية في جناح " الزراعة " منتجات للسيدات الريفيات المصنّعة يدوياً.. مساحة تفاعلية تجمع بين الخبرة والإ... تشغيل بئر مياه جديدة في حمص خطة شاملة لتعزيل وصيانة المصارف والأقنية في الغاب لعام 2025 انضمام المصارف إلى نظام SWIFT.. بوابة نحو عودة الاستثمارات وتعافي الاقتصاد مشكلة مياه الشرب مستمرة.. وبصيص نور كهربائي في تل الناقة طريق حلب- غازي عنتاب.. شريان سوريا الشمالي يعود للحياة من جديد منظمات خيرية تدعو لدعم فوري.. إشادة واسعة بمكافحة التسول في حلب وائل علوان لـ" الثورة": معرض دمشق الدولي منصة لتثبيت استقرار سوريا  معرض دمشق الدولي الـ62.. سوريا تفتح أبوابها مجدداً للعالم أونماخت يؤكد أهمية استمرار الحوار والتعاون البناء مع سوريا  "سيريتل" تطلق عهداً جديداً للتواصل والخدمات