الثورة – مها دياب:
الموسيقا هي فن وعلم ولغة التعبير العالمية وهي اللغة التي نسمعها في كل شيء بالحياة في المنزل ، العمل، الشارع، الطبيعة، ومن هنا تأتي أهمية تعليم الأطفال التذوق الموسيقي وتعليمهم العزف على الآلات الموسيقية لأنها تحسن القدرات العقلية والصحة البدنيه بشكل رائع ومميز وترفع معدل الذكاء و الإبداع لديهم فهي تساعدهم بالتعبير عن أنفسهم وإخراج الطاقات الكامنة لديهم.
حالة علمية
وبين مدرس مادة الموسيقا في مكتبة كلمات للتدريب والتأهيل الأستاذ منار نوير أن الموسيقا تعتبر حالة علمية تلامس العقل والروح معاَ، وتأتي أهميتها من الناحية الثقافية والتربوية معاَ فمن الناحية التربوية لها قدرة غنية في تشكيل شخصية الطفل و التعبير عن انفعالاته وتنمية مداركه الحسية و الذوقية وإنماء الحس الاجتماعي والتعاطفي لديه، ومن الناحية الثقافية تعتبر الموسيقا جزءاَ هاما من التاريخ الثقافي والتراثي لأي مجتمع. وتستخدم لتعزيز الهوية الثقافية، حيث تسلط الضوء على العادات والتقاليد والأساليب الفنية الفريدة للمجتمع.
وعن العمر الأفضل للتعليم الموسيقي:
أكد الأستاذ نوير أن التعليم على العزف غير محدد بسن ولكن الأفضل أن يبدأ من عمريكون هناك فيه نضج عقلي قادر على التفاعل والاستيعاب و التركيز وبالتالي يفضل البدء من عمر ٧- ١٢ عاما حسب الآلة المراد تعلم العزف عليها، سواء وترية أو إيقاعية أو نفخية أو غناء.
طريقة التعليم
وأوضح أن التعليم يبدأ بشكل أكاديمي ومنهجي حيث يتم تعليم الطفل قراءة النوتة بمناهج عالمية مدروسة باستخدام أساليب تعليمية متنوعة مثل السمعية والبصرية واللمسية خلال فترة تمتد من ثلاثة إلى أربعة أشهر، ومن ثم اختيار الآلة التي يفضلها الطفل، ليتعلم العزف عليها بالإضافة لدراسة الصولفيج.
العزف والغناء الجماعي
وبين أن الأداء الجماعي ضمن (كورال للغناء وأوركسترا أو فرقة) يبدأ بعد إتقان الطفل للعزف أو الغناء بشكل متوسط بعد دراسة لا تقل عن سنتين إلى ثلاث سنوات حيث يكون الطفل قد تعلم كيف يسمع لنفسه وللآخرين وبالتالي قدرته على التفاعل والتأدية الجماعية.
عزف مختلف
وعن كيفية تنمية الأذن الموسيقية للطفل
ذكر الأستاذ نوير أنه يتم تعليم الطفل عزف مختلف أنواع الموسيقا العربية والعالمية تبدأ من السهل إلى الأصعب من موشحات إلى فيروزيات وحتى أغاني الإنمي ذات المحتوى الإنساني وشارات برامج الأطفال المفضلة التي يحبها الأطفال كثيراَ ومن ثم يتم التدريب على الكلاسيكيات مثل موسيقا باخ أو موتسارت بطريقة مبسطة ومحببة، وعبر هذه المراحل من التعليم يتم تنمية الأذن الموسيقية للطفل وتحسين ذوقه الموسيقى بل وحمايته من الموسيقا والأغاني الهابطة المنتشرة بشكل كبير عبر الانترنت والقنوات الفضائية.
العزف موهبة أو تعلم..
ويفرق الأستاذ نوير ما بين العزف والغناء، حيث نوه أن الحنجرة تعتبر آله موسيقية إلى موهبة بنسبه عالية ومن ثم يتم صقلها بتدريب الجهاز الصوتي من خلال طريقة التنفس والتحكم بطبقات الصوت، أما العزف فالموهبة والإحساس والحب الموسيقي تكون بجزء بسيط منه عند بدء التعلم ولكن الأهم والفارق هو التعليم والتدريب للوصول لمرحلة الاتقان ولكن تظهر أهمية الموهبة في المرحلة الاحترافية التي تجعل العازف مميزعن غيره.
مراعاة الطفل
وذكر أن التعليم يجب أن يكون بمراعاة الفروق الفردية للطفل، وأن يكون هناك دعم نفسي من خلال التعرف على شخصيته وامكانياته وظروفه وكسب ثقته، وأن يكون التعليم من الأسهل إلى الأصعب، مع مراجعات دائمة وتعليمهم كيفية الإستفادة من الأخطاء لتحسن عزفهم، وتوجيههم بأهمية التدريب اليومي لتسهيل اتقانهم العزف وعدم النسيان.
مواصفات معلم الموسيقا
وفي هذا أشار نوير إلى أن هناك شروطاً مهمة جداَ يجب أن تتوافربمن يعلم الموسيقا خاصة للأطفال بأن يكون لديه دراسة أكاديمية مجاز بالموسيقا، وأن يكون لديه موهبة التعليم والتدريب و اعتماد طرق وتقنيات التدريب من خلال العلم التربوي.
نصائح
وختم الأستاذ نوير كلامه بعدة نصائح للأهل بأن يتم توجيه أطفالهم بالإهتمام بحصص الموسيقا في المدرسة لأنها تزيد من ذكائهم الاجتماعي والذوقي، والإهتمام بتعليم الطفل العزف على آلة موسيقية يطور مداركه وسلوكه كما أنه يساهم على المدى البعيد بالارتقاء بالحالة الثقافية والسلوكية بالمجتمع.