تضمن تقرير مؤتمر نقابة عمال الصناعات المعدنية في دمشق العديد من النقاط التي يجب التوقف عندها، لأنها تعطي مؤشرات ومعطيات تعكس الواقع الحقيقي لعدد من أهم منشآت وشركات القطاع العام الصناعي عراقة ونوعية إنتاج والبعض منها اسمها ماركة مسجلة لاتزال في ذاكرة السوريين بجودة إنتاجها، وفي مقدمها سيرونيكس والكابلات.
وتبرز في قائمة المؤشرات جملة من الصعوبات والمشاكل المتراكمة منذ سنوات من دون إيجاد معالجة لها بحجج ومبررات تحضر دائماً من أصحاب القرار بعضها واقعي كما يعرف الجميع ويرتبط بالعقوبات التي تحرم البلد من تأمين احتياجاته من قطع الغيار وبعضها الأخر مرده إلى ضيق الأفق والإصرار على اتخاذ إجراءات غير مجدية وتسكيجية تفتقد للديمومة والتغاضي عن مخارج أخرى لأزمات حقيقية في أغلبية معامل ومنشآت القطاع الصناعي العام.
وللأسف جاءت النتيجة المنطقية لترك قطاع هام واستراتيجي البلد في أمس الحاجة لمنتجاته يغرق في مشاكل ومعوقات كثيرة أن يعلن وضمن المؤتمر أن شركة سيرونيكس بدلاً من تطوير إنتاج الشاشات بقياساتها المختلفة تحولت لتصنيع صناديق بلاستيكية للخضار والدهان وحالها بذلك حال العديد من معامل وشركات تواجه تراجعاً كبيراً في إنتاجها وتوقف العديد من آلاتها وقدم خطوط إنتاجها وتفرد هذه الصعوبات وغيرها على طاولات الاجتماعات الحكومية والعمالية منذ سنوات من دون أن تجد الحل.
ويبقى المؤشر الأخطر الذي لم يدرك بعد أصحاب القرار مدى تبعاته السلبية على القطاع الصناعي والوظيفة العامة بشكل عام هو نقص اليد الفنية وتسرب أعداد كبيرة من كوادرها للقطاع الخاص أو السفر لأسباب معروفة ولعل أهمها ضعف الأجور واستمرارعدم التنبه لهذه الموضوع سيفاقم المعوقات وتراجع الإنتاج ويزيد من فاتورة الاستيراد ويستنزف القطع الأجنبي، وهذا غير خاف على الجهات التنفيذية ومع ذلك نراها تتجه نحو قرار الاستيراد من دون السعي الجدي لدعم دوران عجلة الإنتاج فعلياً- لا كلاماً فقط- والأهم العمل بأقصى الجهود لتحفيز العمال بكل الوسائل خاصة الكوادر الخبيرة للاستفادة من أفكارها وتجربتها في تجاوز مشكلة أو إصلاح آلة، ومن دون ذلك سيستمر هذا الاستنزاف البشري والتدهور في الإنتاج.
السابق