ربما اقتنع الكثير من المواطنين بتبريرات الجهات الحكومية ووزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك القاضية بسعر ربطة الخبز وفي مقدمتها التكلفة المالية الكبيرة للربطة الواحدة والتي تجاوزت السبعة آلاف ليرة سورية. ومكافحة هدر المادة وبيعها كخبز يابس يتحول إلى علف للحيوانات، وارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبة تأمين الكميات اللازمة والكافية، ومقابل قناعتهم تلك يريدون الحصول على رغيف يتمتع بمواصفات جيدة وصالح للاستهلاك حتى لو بقي إلى اليوم التالي، وهي قضية ليست صعبة التحقيق في حال تشديد الرقابة على مراحل صناعة الرغيف ومراقبة المتلاعبين بإيصاله للمستهلك.
وحتى لا يكون كلامنا جُزافاً فمنذ أن تمّ إلزام أصحاب الأفران في محافظة حمص بوزن نظامي لربطة الخبز أخذوا يتلاعبون بعملية خبزه، حيث أصبح يخرج من الفرن وكأنه لم يلامس النار وذلك بهدف توفير مادة المازوت وتخفيف عدد الأرغفة في الربطة الواحدة، بالإضافة إلى وجود رائحة كريهة وقوية أحياناً.
طبعاً، هذا غيض من فيض ما يرافق عملية صناعة الرغيف الذي يجب أن يكون بمواصفات ليست جيدة فقط بل ممتازة لأنه مادة غذائية يومية وأساسية وليست كمالية يمكن الاستغناء عنها.
ومن هذا المنطلق وبالتزامن مع رفع سعره يجب أن تعمل الجهات المعنية على تحسين مواصفاته ليكون قابلاً للاستهلاك، وكي لا يتحول إلى مادة علفية للحيوانات، وإن لم يحصل ذلك فأي زيادة غير مبررة.
السابق
التالي