الثورة – حلب – جهاد اصطيف:
طرحت مرات عدة إشكالية استيراد وجه الحذاء التي باتت تشكل هاجساً حقيقياً لدى الصناعيين والحرفيين العاملين في إنتاج الأحذية والتريكو، تحديداً في حلب، خاصة أن الكثير من المنشآت الصناعية والورش الصغيرة قادرة على تصنيعه، إضافة إلى أن الاستمرار باستيراده يلحق الضرر بالكثير من اليد العاملة في مجال تصنيعه، حسب ما أكد عليه الكثير من الصناعيين والحرفيين العاملين في مجال إنتاج الأحذية والتريكو لـ”الثورة” وجددوا المطالبة عبر غرفة الصناعة، سواء عبر اجتماعاتهم المتكررة أو من خلال الكتاب الموجه إلى وزير الصناعة قبل يومين للمطالبة بضرورة إصدار قرار فوري بمنع استيراد وجه الحذاء.
أضرار بالقطاع
وأكدوا أن قرار السماح باستيراد وجه الحذاء يخدم عدداً محدداً من المستوردين مقابل إلحاق أضرار جسيمة بكامل القطاع الصناعي والحرفي العامل في مجال الأحذية والتريكو.
غرفة صناعة حلب بينت في الكتاب الذي وجهته لوزارة الصناعة أن عدد المنشآت الحرفية المرخصة بحرفة الأحذية الجلدية يدوياً بلغت نحو ١٤٢٢ منشأة بطاقة إنتاجية سنوية قدرها ١٠ ملايين و٦٦٥ ألف زوج حذاء، وأن عدد المنشآت لصناعة الأحذية الجلدية آلياً ٢ منشة بطاقة إنتاجية سنوية تبلغ نحو مليون و٨٠ ألف زوج حذاء، وعدد المنشآت المرخصة لإنتاج الأحذية الرياضية بلغ ٣ منشآت طاقتها الإنتاجية السنوية نحو ٤٧٤ طناً.
كما بين الكتاب أن عدد المنشآت الصناعية المسجلة في غرفة الصناعة بلغ نحو ٥١٥ منشأة لصناعة التريكو، و٢٩٨ منشأة لصناعة الأحذية، علماً أن جميع تلك المنشآت تعمل بالتكامل لتصنيع أوجه الأحذية العادية والرياضية.
ولم يكتف هؤلاء ليدخل على الخط فرع اتحاد الحرفيين الذي طالب بدوره مرات عدة بوقف استيراد وجه الأحذية، كان آخرها أمام الوفد الوزاري الذي زار حلب مؤخراً، وبين أيضاً أن عدد المنشآت الحرفية المسجلة في الجمعية الحرفية يبلغ نحو ٨٦٤ منشأة إلى جانب وجود أكثر من ٢٨٠٠ منشأة حرفية غير مرخصة وعدد العاملين في حرفة الأحذية يقارب نحو ٦٨ ألف عامل وهي تنتج حوالي ٥٥٠ ألف زوج حذاء يومياً.
٧٥% من العملية الإنتاجية
ولفت رئيس اتحاد الحرفيين بحلب محمد حسام حلاق خلال حديثه لصحيفة “الثورة” إلى أن عدداً كبيراً من المنشآت والورشات قد توقف عن العمل خلال الفترة الماضية، وأن هناك أعداداً متزايدة من المعامل والورشات في طريقها للتوقف القريب في حال الاستمرار في قرار السماح باستيراد وجه الحذاء الذي يشكل حوالي ٧٥% من مجمل العملية الإنتاجية للحذاء.
وأشار خلال مطالبته المتكررة أمام الوفود الوزارية إلى ضرورة توفير الظروف المناسبة للعاملين في مجال صناعة الأحذية والتريكو، ليواصلوا الإنتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي للسوق المحلية والتصدير للخارج، لطالما كان قطاع صناعة الأحذية ومنتجاته متميزاً بالجودة ومواكبة الموضة، ويلاقي استحساناً من قبل الجميع.
ومع تأكيد عدد كبير من الصناعيين والحرفيين أن تلك الطاقات الإنتاجية قد تأثرت بشكل كبير بسبب إغراق السوق المحلية بالوجه المستورد للحذاء إلى جانب عدم توافر الكهرباء خلال الفترة الماضية، وبغية التعاون معاً لإعادة حلب لمكانتها في مختلف المجالات، فإنه من الضروري إعادة النظر بالقرار الذي يؤرق الصناعيين والحرفيين وإمكانية تصويبه بأسرع وقت ممكن كما يقولون.